بالتأكيد أن وفود التوعية السياسية و الاصطفاف الجماهيري المنتشرة في محافظات الجنوب، سمعت من المواطن و شاهدت معاناته على الواقع.. سمعت رأي شعب الجنوب ولمست همومه ومعاناته، ومن يرى بأم عينه أبلغ من ان يسمع عن بعد.. لكن فرق التوعية جمعت المشاهدة بالسمع ولذلك لا يوجد عذر بعد الآن يعفي القيادة من تحمل مسئوليتها وتغيير حال الشعب مهما كلف ذلك.
إن العودة إلى الشعب والاستماع اليه وأخذ رأيه في مستقبله السياسي وكيفية التعامل مع المتغيرات المستجدة من حوله من واجبات أي قيادة وطنية .
نقول.. بعد أن سمعت الوفود من الشعب مباشرة بدون وسيط، ماذا يريد وماهي معاناته، ورأيه السياسي في الشراكة مع حكومة (الشرعية) ومستقبل الجنوب في ظل حراك مايسمى (التسوية السياسية) لابد من ايجاد حلول ترضيه، والحل الذي يرضي الشعب استعادة الجنوب مستقلا بعد تجربة مريرة عانى فيها الويلات.
كما ان تصحيح العلاقة مع التحالف على قاعدة الندية وليس التبعية، و افهامه ان الشعب لن يقبل اقل من استقلال تام وبناء دولة جنوبية كاملة السيادة، وإن محاولات إعادته إلى باب اليمن تحت اي شكل من اشكال الشراكة او الأقلمه لن تقبل مطلقاً وان الاستقلال التام وعودة الجنوب دولة مستقلة على حدود ماقبل، 21 مايو 1990 مطلب الشعب الذي لن يتخلى عنه ولن يقبل غيره.
بعد اليوم لايوجد لكم عذر طالما وانتم سمعتم ذلك مباشرة من كل فئات الشعب المؤيد والمعارض.
كما أن الإصلاح الداخلي لكافة اجهزة المجلس الإنتقالي أمر سمعتوه من أعضاء الإنتقالي ومن قاعدته الشعبية ولابد من البدء في الإصلاح الآن قبل الغد. والإصلاح المطلوب وضع الرجل المناسب في المكان المناسب في كل هيئات المجلس واجهزته العسكرية بدون محاباة ولا مجاملة وإصلاح نظام الإيرادات والمصروفات والجبايات والمسائلة والمحاسبة للفاسدين مهما كانت مكانتهم او وظائفهم فلا حصانة لفاسد أي كان ومهما كانت مكانته .
ننتظر لنرى ماذا بعد عودة الوفود الى عدن.
عبدالله سعيد القروة
13 يناير 2025