إن الدعوة للقضاء على العنف في الجنوب ، تعني الدعوة إلى تجفيف مصادر هذا العنف ، والتي تتمثل في العصبيات السياسية والاجتماعية والقبلية والمناطقية والدينية والفكرية ، والتي لها بنية حية تتنقل في وعينا التاريخي منذ القدم .
طبعا إن أهم سؤال سيظل يواجهنا هو: كيف يمكن أن نجفف مصادر العنف التي ذكرناها؟ والتي وفرت للعنف أسباب البقاء في الجنوب.
إن تلك المصادر لا يمكن إن تجفف إلا بقيام دولة جنوبية مدنية ديمقراطية حديثة تضمن الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والسلام والأمن والاستقرار، وسيادة النظام والقانون، وحرية التعبير عن الرأي والفكر والانتماء، والاعتقاد والانتخاب والتداول السلمي للسلطة.