هل يتّعظ حكام العرب بما يحصل؟

2024-12-15 18:57

 

كان الأعراب في زمن الجاهلية يصنعون الأصنام من الحجارة والأخشاب ومن التمر ايضا، وفي العصور الحالية يصنعون الأصنام (الحكام) ويقدسونهم ويصنعون لهم مجد افتراضي! 

ويعتقد الحاكم أنه الأوحد والمنقذ والقائد والزعيم وأن البلد التي يحكمها لن يستطيع غيره حكمها وأن المنجزات (الغير موجودة اصلا) هو الذي صنعها ولولاه لما تحققت!؛!.

 

بعد أن يصل الى هذه المرحلة تأتي الشلة (العكفة) المنافقة التي تألهه وتنشر في أوساط العامة انه ممنوع تناول "جنابه" بأي شيء يسيء اليه او ينتقص من قدره الجليل والعظيم.

هؤلاء المنافقين هم اول من ينقلبون عليه وينشرون (غسيله) بل ويزيدون عليه.

 

الحكام بشر يخطئون ويصيبون ولهم مساوئ أكثر مما لهم محاسن لأنهم حكام ويقبلون على أنفسهم التأليه والصنمية التي يسبغها عليهم المنافقين الأفاكين.. والمشكلة أنهم يقبلونها ويرتاحون لتلك التوصيفات التي يعرفون انها ليست لهم إنما (لابد منها من اجل أبهت السلطة والحكم) حتى أن بعضهم لايقبل ان تقول له: يا أخي او تكتب في معروض تطالب فيه بحق لك كلمة (الأخ الأمير او الرئيس او غير ذلك) لابد ان تكتب (سيدي! الرئيس او الأمير او مولاي الملك)! هذه الصفات ليس للبشر إنها (لله عز وجل) لكنهم أسبغوها عليه او طلب منهم ذلك لصنع هالة من القداسة حول شخصه الكريم.

 

الأحداث التي حصلت لحكامنا العرب المخلوعين او المقتولين او المسجونين تعتبر عبرة لمن هم في سدة الحكم اليوم او لمن سيأتي بعدهم.

هذه الطوابير المنافقه ستكون اول من ينقلب عليهم فلا ينخدعوا بمعسول الكلام المبطن بالسم الزعاف.

يجب على الحكام التواضع لشعوبهم والسهر على خدمتهم لأن أبهت الحكم زائلة لا محالة اما بإنقلاب او ثورة او مؤامرة وبعدها تشرد او محاكمة او القبر! لكنه ليس آخر الطريق انما بداية المحاسبة الحقيقة بين يدي الحكم العدل.

فهل يتعض حكامنا مما يحصل لنظرائهم ؟؟

 

عبدالله سعيد القروة 

١٥ ديسمبر ٢٠٢٤