الأحداث الدراماتيكية التي سبقت سقوط نظام بشار الأسد تدل على أن في الأمر إنة، وان ماحصل لم يكن بقوة (الثوار) وامكاناتهم "مع عدم الاستهانة بتضحياتهم" بل أمر مدبر برعاية استخباىات (الكبار).
نظام الأسد كان متحالف مع طهران وكانت إيران السند القوي للنظام في السابق.. لكن ما الذي حصل في الآونة الأخيرة؟
بعض التقارير تشير إلى خلاف بين الأسد وإيران بسبب اتهام الأخيرة للنظام بأنه وراء اغتيال كبار قادتها في سوريا وأنه اعطى معلومات تحدد اماكن تواجدهم.. قد يكون هذا غير صحيح لكن احجام إيران عن دعم الأسد في أيامه الأخيرة تضع علامة سؤال.. لماذا؟
روسيا ايضا كانت حليف استراتيجي للنظام السوري ولعبت دورا مهما في بقاءه الفترة السابقة لكنها تخلت عنه في النهاية.
ماحصل يؤشر إلى إمكانية عقد صفقة سرية بين الغرب وإسرائيل من جهة وروسيا وإيران من جهة أخرى للتخلي عن بشار الأسد وطبعا كل شيء بثمن.
المفارقة العجيبة تكمن في السلطة الجديدة في سوريا، هذا الخليط من التيارات المتطرفة والإخوان المسلمين كيف دعمتهم أمريكا للتخلص من الأسد وهي تحاربهم في كل مكان؟؟؟
رأيي الشخصي أن أمريكا ستنقلب عليهم وتزرع الفتنة بين الحكام الجدد لأنها لاتريد لسوريا الاستقرار وأن الفوضى ستسمح لإسرائيل بفعل ماتريد من توسع في سوريا.
إسرائيل قامت ولأول مرة في تاريخها بتدمير القوات المسلحة السورية وقضت على كل مقدرات الجيش السوري خلال يومين فقط.
مستقبل الحكم في سوريا مجهول واعتقد ان الإسلام السياسي لن يسمح له بحكم سوريا انما استخدم ذريعة للإطاحة بنظام بشار الأسد للسيطرة على سوريا وتسليمها لإسرائيل.
أمريكا ستنقلب على (هيئة تحرير الشام) بعد انتهاء مهمتها كما انقلبت على غيرها من ادواتها السابقة.
ولا أعتقد ان سلطة جديدة في سوريا ترفع علم طالبان ستحضى بمباركة أمريكا وإسرائيل وهذا ما شاهده العالم في المؤتمر الصحفي لمحمد البشير المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.
أمريكا ترعى (الفوضى الخلاقة) كما تسميها لأنها ترى فيها وسيلة لليسطرة المطلقة على المنطقة لترسم شرق اوسط جديد حسب مفاهيم وبتروتوكولات الصهيونية العالمية.
بعد كل ما سبق نرى ان سوريا مقبلة على أوضاع عصيبة وخطيرة ونخشى من حرب اهلية جديدة تقضي على ما تبقى من اسم سوريا العربية.
نتمنى من قلوبنا لسوريا وشعبها الأمن والأمان وان تبقى سوريا موحدة قوية بعد ان ذاق الشعب السوري الأمرين تحت نظام الطغاة آل الأسد.
عبدالله سعيد القروة
12 ديسمبر 2024