بعد استضافة المملكة السعودية النجمة الأمريكية الجريئة بمظهرها وحركاتها (جينيفر لوبيز) ،يبدو ان السعودية ماضية بثبات للتخلص من عهد الانغلاق والتشدد ولا تأبه من سطوة وغضبة الفكر الديني المحافظ. واصبحت معه العودة للخلف مستحيلة مع هذا الاندفاع الجامح نحو انفتاح متسارع الخطوات ولكنه يظل محفوف بالانزلاقات في ظل معارضة- ولو خجولة- من بعض الرموز الدينية بالداخل السعودي وخارجه، وضَعَ معه المملكة بين حجرتي رُحى: المؤسسة الدينية المتزمتة وجيل حداثي يستعصي فرملته طامح للخروج من داخل الصدفة.
لم يعد للمؤسسة الدينة قدرة على الوقوف بوجه السلطة السياسية فقد اصبحت في اضعف حالتها ولا تشكل خطرا حقيقا على مستقبل المملكة ودائرة الحكم بل الخطر قد يأتي في حالة عدم القدرة على ضبط ايقاع هذا الانفتاح و خروجه على السيطرة في عالم الثورة التكنلوجية وفضاء الإتصالات العابرة للحدود والرقابة والمتمردة على ضوابط السيطرة.
بالمجمل.. السعودية على اعتاب عهد جديد للتخلص من تركة عقود من الرتابة والعزلة الفكرية والثقافية.. فهل تعبر الجسر بسلام؟. نتمنى حدوثه في وطننا، لأنه مثلما تضررنا سلبا من التشدد الديني القادم من جارتنا الثرية الكبرى فقطعا سيعم النفع علينا في حال عادت المملكة إلى سابق عهدها كما كانت عليه في الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم، كما قال ذات يوم الأمير محمد بن سلمان الذي يقود هذه التحولات التي لا تنفصل عن الخطط الاقتصادية الطموحة بوتيرة واثقة.
*صلاح السقلدي .