*- شبوة برس – الشيخ طارق نصر *
تصرفات كل انسان فينا انما ينبع بالدرجة الاولى من عقيدته، وفى الدرجة الثانية مراعاته للقوانين، ولنضرب لذلك بعض الامثلة
= بالامس قتل شاب سعودى اخته التى تكبره بعشرين سنة لانها ساقت السيارة بما يخالف معتقده ان قيادة السيارة حرام على ما افتى جهلة المشايخ
= وفى بلادنا تجد الاب يزوج ابنته قبل بلوغها السن القانونى بورقة جانبية ثم يسجل الزواج حين تصل الى سن الثمانية عشر عاما، ومنهم من يزوجها قبل البلوغ مطلقا لما افتى به البخارى ان للاب ان يزوج ابنته قبل البلوغ
= تجد سائق السيارة يلتزم السرعة المسموح بها اذا علم ان ثمة رادار سيغرمه، واذا لم يكن او كان ابنا لمسؤل فانه يكسر كل الحواجز
وتعقيبا على ذلك نقول انه كما جاء جماعة من المشايخ بالسعودية وافتوا بحرمة قيادة المرأة للسيارة وعللوا ذلك بان لها مبايض تتضرر، وكانه لم يكن لها مبايض فى عصر النبوة حيث كانت تركب الخيل والبغال والحمير، فكان ينبغى ان يؤتى بمشايخ آخرين يبينوا خطأ هؤلاء المتقولين على الله بما لا يعلمون بالأدلة من الآيات القرآنية والسنن التطبيقية ثم يسن القانون بذلك
وبالنسبة للذين يزوجون البنات قبل البلوغ كان ينبغى على الدولة ان تفسح المجال لعلماء التنوير ليبينوا للناس خطأ البخارى ومخالفته الصريحة للآيات القرآنية التى نصت على البلوغ كقوله تعالى { واذا بلغ الاطفال منكم الحلم} وكقوله{حتى اذا بلغوا النكاح} وان تفسيره لقول الله تعالى { واللائى لم يحضن} بالصغيرات قبل البلوغ تفسير خاطيء اذ معنى الآية المرأة البالغة التى لم تحض لسبب ما، وكان العربى يطلق عليها اسم"المراة الضهياء"
وبالنسبة للمخالفين فى السرعة كان ينبغى ان نكتب لهم قول الله تعالى {واقصد فى مشيك} او الحكمة القائلة: ان المنبت لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى، بدلا من ان نكتب لهم: نحن فى انتظارك يا ابى، نفترض انه ليس ابا، بمعنى اننا نحيى فيه ضميره ومراقبته لربه قبل ان يكون تصرفه متعلق برادار معين،
والغرض من مقالى ان احياء الضمير اهم من سن القوانين، فالمسؤل الذى لاضمير لديه يسرق وينهب ويفترى وربما يحلل مايفعله لنفسه ويحرمه على غيره، ومما بلغنا فى ذلك ان موظفا كان يأخذ الرشوة من المواطنين ليقوم بواجبه فزرعوا كاميرا فى مكتبه لئلا ياخذ الرشوة وكانت رشوته مثلا عشرة جنيهات وبعد تركيب الكاميرا فوجىء الناس به يطلب عشرين جنيها!! قالوا كيف؟ قال عشرة لى وعشرة لمن يشغل الكاميرا
وحينما شكا جماعة من المسؤلين للشيخ محمد عبده كثرة السرقات فى "مصانع غزل المحلة" قال لهم: علموا الموظفين معنى قول الله تعالى {ألم يعلم بان الله يرى}؟؟؟
ومن سنة الله فى الخلق انه سبحانه ينصر الدولة العادلة وان كانت كافرة ولاينصر الدولة الظالمة وان كانت مسلمة، والنصر هنا نصر اقتصادى واجتماعى لكن ماذا يفيد قانون دولنا العربية ان الشريعة هى المصدر الرئيسى للتشريع اذا كان الواقع يكذب ذلك، وصدق شوقى حين قال:
انما الامم الاخلاق مابقيت....فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا
*- باحث أزهري تخصص تفسير