أزمة الهوية الوطنية دفعت اليمن الشقيق اعتبار ٢١ من فبراير يوماً وطنياً رسمياً ، رغم ان هذا اليوم يعتبر يوم الجرائم اليمنية والارهاب اليمني .
*- شبوة برس – وضاح الهنبلي
اعتبرت منظمة اليونسكو ثم الامم المتحدة الحادي والعشرين من فبراير اليوم العالمي للغة الأم ، لتعزيز الوعي بالتنوع اللغوي والثقافي وتعدد اللُغات في العالم ، وفي سابقة لم تقم بها دولة في العالم من قبل ، أعلن وزير الاعلام اليمني معمر الإرياني اعتبار هذا التاريخ يوم وطنياً رسمياً للخط المسند .
لكل اللُغات الرسمية الموجودة حالياً يوماً يُحتفى به عالمياً ، فمثلاً اللغة العربية يحتفي العالم بها في ١٨ ديسمبر ، وهو يوم إعتراف الامم المتحدة بها لغة سادسة رسمية ، وكذلك اللغة الإنجليزية يُحتفى بها في ٢٣ ابريل وهكذا ، واعتبرت ايضاً اليونسكو والامم المتحدة ٢١ فبراير اليوم العالمي للغة الأم ، كذلك هناك يوماً عالمياً للخط وهو ٢٣ يناير من كل عام .
الخط المسند هو رسم فقط كُتبت به اللغة العربية ، وكان يُستخدم في كل جنوب الجزيرة العربية ، ولكن أزمة الهوية لدى العربية اليمنية ، جعلت وزيرها يختار يوم اللغة وليس يوم الخط يوماً وطنياً ، وهو ٢١ فبراير اليوم العالمي للغة الأم كيوم وطني للخط المسند ، وقد يتقبل البعض ان اختار الوزير ٢٣ من يناير لانه يوم الخط العالمي ، او على اقل تقدير يوم ١٨ ديسمبر اليوم العالمي للغة العربية التي خطها المسند ، بدلاً من اختيار يوم اللغات الام ، والذي يحتفي به العالم باللغات الام الموجودة حالياً ، والتي تستخدمها الشعوب للتقارب فيما بينها .
كثير من الحضارات العظيمة لها لغات وخطوط كُتبت بها ، لكنك لن تجد دولة واحدة بالعالم حددت يوماً وطنياً للغاتها او خطوطها القديمة ، فلن تجد على سبيل المثال لا الحصر يوماً وطنياً بمصر للغة المصرية القديمة او للخط الهيروغليفي ، رغم ان الهيروغليفية أقدم كتابة مكتشفة بالعالم حتى الآن ، كذلك في العرق لن تجد يوماً وطنياً للخط المسماري او اللغة السومرية والأكدية ، ولن تجد دولة من دول غرب آسيا تحتفل بيوم وطني للكتابة التصويرية ، وكل هذه اللغات سبقت اللغة العربية وخط المسند .
أزمة الهوية في العربية اليمنية ، وعقدة النقص المتزايدة بسبب ما وصلوا اليه من حال في حكم مليشيات الحوثي الارهابية ، دفعتهم لاختصار الجغرافيا اليمانية في دولتهم السياسية الحالية ، والتي صنعها الامام يحى حميد الدين في ١٩١٨ ، بل تجاوز الأمر حد الخروج عن المألوف والمتعارف عليه عالمياً ، بأن اغلب الحضارات القديمة صناعة بشرية يعيشون في عدة دول حديثة ، فذهب اشقائنا في العربية اليمنية للعبث بالتاريخ والحضارات واختصارها في دولتهم السياسية الأمامية الحديثة ، واعتبار خط المسند حصراً و حكراً على دولتهم السياسية الحديثة الضائعة .
السعودية والجنوب العربي وعمان والعربية اليمنية هي الدول الحديثة التي صنعت حضارات الجغرافيا اليمانية ، ولا تشكل العربية اليمنية الحالية إلا أقل من ربع حضارات الجغرافيا اليمانية ككل ، فأغلب الحضارات التاريخية شاركت في صناعتها عدة دول موجودة الان ، مثل الحضارة الإغريقية وحضارة المايا والحضارة الرومانية وحضارة وادي السند وحضارة الإنكا والحضارة الهندية ، وغيرها الكثير من الحضارات التي صنعتها شعوب تلك الجغرافيا الواسعة وتشمل الآن كثير من الدول الحالية ، فما الذي يدفع أشقائنا في العربية اليمنية إلى إدعاء ملكيتهم الحصرية للحضارات القديمة ، ونسب خط المسند الموجود في كل الجغرافيا اليمانية لدولتهم الحالية والصغيرة ؟ .. لن تجد إجابة لهذا السؤال إلا أزمة هوية متجذرة ، وعقدة نقص مستمرة ومتزايدة بشكل طردي ، كلما تنامت أحوالهم المزرية ، والتي وصلوا لها بعد سيطرة وحكم المليشيات الحوثية الارهابية على ارضهم وشعبهم .
اهم الاحداث الأجرامية في 21 فبراير والتي قامت بها العربية اليمنية :
٢١ فبراير ١٩٧١ مجزرة المقصرة لشيوخ خولان والتي تامرت صنعاء على تصفيتهم مع مخابرات دول أخرى .
٢١ فبراير ٢٠١٢ استفتاء على هادي رئيساً، وقتل الأمن المركزي اليمني في هذا اليوم العشرات من الجنوبيين في عدن وابين ولحج الرافضين للاستفتاء ..
٢١ فبراير ٢٠١٣ مجزرة الكرامة بعدن راح ضحيتها ١٩ شهيداً ومئات الجرحى ، بعد ان خرج شعب الجنوب بكل المحافظات للمطالبة باستعادة دولتهم ورفضهم للحوار الوطني .
٢١ فبراير ٢٠١٥ هرب هادي من صنعاء إلى عدن ، بعد ان اعتدت عليه مليشيات الحوثي الارهابية واعتقلته في بيته تحت الاقامة الجبرية .