حتى أغبى الناس يعلم يقينا أن امريكا تستطيع استهداف اماكن مجموعات الحوثي والرد على مصادر انطلاق صواريخه وزوارقه وتدميرها لكنها لحاجتها في توظيف هجمات الحوثي للتخفيف على اسرائيل رأت ان تتفرج وتضخّم اعماله بانها تهدد خط الملاحة لتجعل القضية دولية بينما كانت قادرة على اسكاته
القرار الاخير هو امتداد لقرارات دولية صدرت من مجلس الامن ضد انقلابية الحوثي منعت امريكا وبريطانيا تنفيذها بضغوطات متنوعه وكان ابرزها التباكي على "الملف الانساني" الذي ظل محور تقارير مندوبي الامين العام والذي مانالت منه "غزة" واحد في المليون واسرائيل ترتكب فيها الابادات ودمرت اكثر من ثلثيها وامريكا وفيتوهات امريكا تحميها تمنع اي قرار يمسها !!
ان العالم صار معنيا باعمال الحوثي في البحر الاحمر بالذات الغرب واستخدام اسرائيل " تابو " لعملياته ولا اعتقد انه اذا نفذ صبرهم فلن يتجاوز عبارات التهديد
ما يقوم به الحوثي قد لايكون خطرا كما يتم تصويره بل دور مسبق لاجل تدويل البحر الاحمر واعطاء اذن دولي للدول التي تُستهدف سفنها في الدفاع عنها ومن ثم نزع السيادة للدول المتشاطئة حتى عن مياهها الاقليمية وهو هدف يريده الغرب
مهاجمة الحوثي لسفينة امريكية في البحر الاحمر تشبه الهجوم الايراني على قواعد امريكية بعد مقتل "سليماني" التي كشف الامريكان انها باتفاق مسبق وبعدد مسبق وبتحديد الاماكن مسبقا ، والهجوم على السفينة قد يكون في اطار الاتفاقات المسبقة فالحوثي وجد وموجود برعاية امريكية بريطانية لتحقيق دور لهما في اطار استرتيجية البلدين في الشرق الاوسط مثله مثل ساحات المقاومة الايرانية
امريكا وبربطانيا يملكان قوة بحرية وجوية في الشرق الاوسط والبحر الاحمر والخليج تكفي لاسكات الحوثي وليست بحاجة لقرارات دولية فقد هاجمت واحتلت ذات دول سيادة بدون اذن دولي بينما الحوثي انقلابي صدرت بحقه قرارات دولية
قد تضرب امريكا مواقع في جبال اليمن لكنها لن تدك مواقع الانطلاق فالحوثي ورقة يريدها الغرب للابتزاز
محاولة امريكا تشكيل حلف من الدول المتشاطئة للبحر الاحمر ما نجحت ولن تنجح فهذه الدول لن تثق بامريكا فقد وثق بها التحالف العربي ضد الحوثي ثم وضعت خطوط حمراء وزرقاء وصفراء امامه كانت سببا في عملقته
اقسى سينايو ممكن يواجهه الحوثي هو ضربات لن تؤثر عليه بل ستحوله من انقلابي صدرت بحقه قرارات دولية وساحة من ساحات مشروع ايران الى مشروع عربي مقاوم يهاجم امريكا وتهاجمه من اجل فلسطين وهذا الدور تحتاجه امريكا لصنع عدو اعلامي ضد اسرائيل ويحتاجه الحوثي لتضخيمه في مخيال الشعوب العربية التي تحترق لما يجري في "غزة" ولا قدرة لها ولا لانظمتها بدعمها
11يناير 2024م