أي عمل وطني لإنقاذ الاقتصاد يبدأ بالسيطرة على هوامير الصرافة

2021-10-21 06:39

 

ضعوا في الحسبان، أن أي عمل وطني حقيقي يسعى لإنقاذ اقتصاد البلاد وعملته الوطنية، لايمكن أن يكتمل بليلة وضحاها، ولابد أن يبدأ باستعادة السيطرة على القطاع المصرفي من قبضة هوامير صيارفة الاجرام والمضاربة بقيمة العملة الوطنية وإيقاف كل المتلاعبين والمستفيدين من مليارات فوارق الصرف عند حدهم، مهمن كانوا من رئيس الجمهورية ونائبه أولادهما وحاشيتهما إلى أصغر صراف متجول بشوالته في السوق السوداء وامام محلات الصرافة المفترض إغلاقها.

وكل هذا لا يمكن أن يأتي أيضا أحبتي الا بعمل تكاملي وطني قبل التفكير بأي دعم خارجي أو منح وودائع مالية ااعادة تكوين احتياطي نقدي لبنك مركزي حقيقي تديره قيادة مصرفية ذات خبرة عملية مجربة وعلاقات مالية واسعة وتحضى بثقة البنوك والمؤسسات المالية داخليا وخارجيا وترسم سياساته النقدية نخبة من رجال العمل المصرفي تتولى مجلس إدارته كذلك.

ومعروف لكل ذي عقل وبصيرة، أن كل هذا العمل التكاملي الإنقاذي المهم، لايمكن أن يأتي الا بتكاتف كل الجهود المجتمعية وتظافر كل مؤسسات الدولة من حكومة وبنك مركزي وأجهزة أمنية واستخباراتية ومؤسسات رقابية وإشرافية وسلطات قضائية مرورا بالمسؤولية الأولى لدول التحالف في إعادة الأعمار وصولا إلى وعي المواطن بأهمية دوره في رفض كل عمليات المضاربة والتلاعب والسمسرة بالعملة الوطنية وسرعة الإبلاغ عن أي متورط باعتباره خطر داهم عليه وعلى كل المجتمع لانه يتاجر ويستمر بقوت شعب جائع منكوب ويبيع ويكسب على حساب عملة بلد منهار لا أمل في إنقاذه الا بوعي عام وتعاون الكل وصحوة الجميع!

الصراف الحرامي أكثر من يتشبث بمصلحته ويمكنه أن يتحالف حتى مع إبليس للابقاء على مصلحته ولو يفنى كل أبناء شعبه جوعا وحرمانا،لذلك فإن المعركة الوطنية المقبلة لا محالة معهم تتطلب إرادة وطنية فولاذية ونوابا إنقاذية حديدية صادقة لا تثنيها أي اغراءات او مصالح لأن هوامير الاجرام ومافيات المضاربة بالعملة مستعدون أن يقدموا مليارات من أرباحهم الاجرامية غير المشروعة التي يحققونها بشكل يومي عبر رسائل واتس اب ودون أي مجهود!

#بتكامل_الجهود_يمكن_انقاذ_العملة

#ماجد_الداعري