أزمات تعصف بالبلاد من أهمها أزمة الوعي

2021-04-15 17:03

 

منذ وحدة 22 مايو 90 المشؤومة لم تشهد البلاد استقرارا حتى اليوم بل ظلت الأزمات تتوالى دون ايجاد الحلول المناسبة لها ومن هذه الأزمات الأزمة السياسية والتي تتمثل في الصراع على السلطة والثروة بين القادة والنخب والمكونات السياسية في البلاد .

 

ثم الازمة الاقتصادية والتي تتمثل في الهبوط الحاد لقيمة الريال وتكاليف الحروب والفساد والإرهاب وتدمير البنية التحتية ونهب الثروات وانقطاع الرواتب وإرتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وضعف الإنتاج والتسويق نتيجة الحروب والفساد والإرهاب .

 

ثم الازمة الاجتماعية والتي تتمثل في الصراعات القبلية والمناطقية والمذهبية وهذه الازمة ظلت تتنقل من مرحلة إلى أخرى ، وللأسف أنها لا تزال مستمرة حتى اليوم وتعمل ايادي خارجية على تأجيجها وانتشارها في أوساط المجتمع .

 

ثم ازمة الهوية وهذه الازمة هي من أخطر الأزمات التي عصفت بالبلاد عندما حاول الشماليون أن تختزل هويتهم الوطنية المتمثلة في اليمننة الهوية الوطنية الجنوبية وكان من نتائج هذه الأزمة ظهور القضية الجنوبية وظهور مكوناتها السياسية ومن أبرزها المجلس الإنتقالي الجنوبي .

 

ثم ازمة القيم والتي تتمثل في تخلي الفرد والمجتمع عن القيم الأخلاقية والدينية والإنسانية  او تكييفها وفقا للمصالح والأهواء ، وهذه الازمة تفشت في الدولة والمجتمع ومن أهم مظاهرها تحليل نهب المال العام والخاص واستشراء الفساد والسرقات سرا وعلنا .

 

ثم ازمة الوعي وهذه الازمة تتمثل في تدني مستوى منسوب الوعي الجمعي والفردي في المجتمع مما أدى إلى جعل الفرد يقوم بتفضيل المصالح الخاصة على المصالح العامة كما أدى إلى انتشار الحروب والفساد والإرهاب والفقر والمرض والجهل والتخلف .

 

وفي تقديري ان الازمة الحقيقية والاساسية هي ازمة الوعي لذلك فان قمة ما نحتاجه اليوم هو الوعي بكل أسباب تلك الأزمات من أجل إيجاد الحلول الواقعية والعملية والعلمية لها وتحصين الفرد والمجتمع فكريا من الوقوع في حبائل الشيطان المتمثل في القوى الدولية والإقليمية والمحلية التي تستنزف ثروات البلاد وتنشر الحروب والفساد والإرهاب والفقر والمرض والجهل والتخلف فيها ، وتلك مسؤولية تقع على عاتق الجميع بدءا من المدرسة والمنبر وحتى الجامعة .

سالم صالح بن هارون