إن ما يفرق شمل وحدة الجنوبيين هي الصراعات السياسية والاجتماعية والمناطقية في الجنوب منذ ما قبل الإستقلال والتي لا تزال حتى اليوم هي السبب الرئيسي في تفريق شمل وحدة الجنوبيين .
فقبل الإستقلال كانت قبائل العوالق هي القوة المسيطرة على الأمن والجيش أبان حكم الإستعمار والسلطنات والمشيخات إلى الحد الذي وصل بالعوالق يطلقون على جير السابع في السيارة " العولقي " حيث إذا غرزت السيارة في الرمل يقولوا اعطها العولقي .
ثم خلف قبائل العوالق قبائل دثينة بعد الإستقلال حتى خطوة 22 يونيو 1969 التصحيحية ثم بعد خطوة 22 يونيو 69 حصل نوعا ما من التوازن بين كافة القبائل والمناطق في الجنوب حتى أحداث 26 يونيو 1978 ( أحداث سالمين ) .
ثم بعد أحداث سالمين صارت قبائل محافظة لحج المتمثلة في الضالع وردفان والصبيحة ويافع هي القوة المسيطرة على أجهزة الأمن والدفاع ونتيجة لذلك ظهر الصراع المناطقي بين أبناء محافظة لحج من جهة وأبناء محافظة شبوة وأبين من جهة اخرى وكانت نتيجة ذلك الصراع كارثة 13 يناير 1986 .
وظلت ظاهرة الصراع السياسي والاجتماعي والمناطقي بين الجنوبيين موجودة حتى بعد الوحدة وقد استغلها الشماليون أيما إستغلال بهدف توطيد احتلالهم الاستيطاني المتخلف للجنوب ولا زالوا يستغلونها حتى اليوم لذات الهدف .
ومن تلك المعطيات يظهر لنا بكل وضوح إن الصراعات السياسية والاجتماعية والمناطقية بين الجنوبيين هي السبب الرئيسي في تفريق شمل وحدة الجنوبيين منذو ما قبل الإستقلال حتى اليوم .
وفي تقديري أنه لا يمكن القضاء على هذا السبب الرئيسي لتفريق شمل وحدة الجنوبيين إلا من خلال إقامة دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية في الجنوب دولة الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية والسلام والأمن والاستقرار والنظام والقانون وحرية التعبير عن الرأي والاعتقاد والانتماء والانتخاب والتداول السلمي للسلطة والتقدم والرقي والرفاهية والرخاء .