اليمن التاريخ العريق والحاضر التعيس!!

2020-02-05 01:28

 

تفاخر الشعوب بتاريخها وحضارتها وآثارها وأمجادها التليدة .. وتعتز الشعوب بأنسابها وجذورها وأصولها ..!!

             

علمونا في المدارس : أن اليمن أصل العرب ..وأننا أحفاد الملوك وبناة الحضارات التليدة في : معين وسبأ وشبوه  وأوسان  وقتبان !!

             

درسونا ولقنونا أننا أحفاد الملوك  والأقيال .. وبناة السدود والقصور.

              

علمونا أن الأحباش غزونا وغلبونا واحتلوا بلادنا ..وقرأنا أننا أحفاد سيف بن ذي يزن الذي استعان بالفرس وطرد الأحباش من اليمن وبعد مقتله استعمرونا الفرس ولم نتحرر منهم إلا بعد دخول الإسلام إلى اليمن !!

             

ونسأل أنفسنا اليوم  ولا نجد جوابا :هل ما يجري اليوم في اليمن هو حنين البعض منا للدم الفارسي ؟.. والوقوف  ضد الشعب اليمني ؟؟ هل هو استدعاء للتاريخ ضد بلادنا وأهلنا ؟

             

منذ نعومة أظفارنا لقنونا في المدارس : أن الإيمان يمان والحكمة يمانية " بشهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، ولكننا لم نجد من  يعمل بها  في اليمن اليوم بل لم نجد لها أثرا في حياتنا اليوم !‍!

            

فهل انقرض أهلها وانقرضت معهم ؟؟

             

درسنا وتعلمنا في المدارس أن الأنصار الذين نصروا الإسلام  من الأوس والخزرج  هم من اليمن .

             

تعلمنا أننا أصل العرب ومنبع العروبة والمدد للإسلام وان أسلافنا هم أبطال بدر وأحد وقادة الفتوحات  والقادسية واليرموك وبلاط الشهداء ..ومن يرى أفعالنا اليوم ضد بعضنا البعض لا يصدق أننا أحفاد أولئك العظام ..!! بل ويساوره الشك أن ما يجري اليوم في اليمن إنما هو من فعل سلالة الفرس المجوس..و الأسود العنسي وعبد الله بن سبأ !!!

             

لقد ترك لنا أجدادنا إرثا ضخما وحمل عظيم تنؤ بحمله الجبال الراسيات ..ولم نقو على حمله !!

            

نرى اليوم بأم العين أن الإيمان والحكمة قد تراجعا بل ضاعا  كلية  وحل محلهما الحمق والعناد والنفاق والمكابرة وضعف الإيمان !!

             

ويحاول بعض الدخلاء الذين يدعون شرف النسب ويجعلونه  حكرا على سلالتهم الإستقواء علينا  وهم قد تسللوا خلسة  إلى بلادنا  وقبلناهم بطيبتنا وأريحيتنا  في نسيجنا الوطني ثم استغفلونا  وحكمونا بل وامتطوا  ظهورنا ورقابنا باسم الدين ..وأنهم قد منحوا صكا من السماء وأنهم جاءوا لخلاصنا   فصدقناهم  ثم تسلطوا علينا ثم حكمونا واستعبدونا !!

فماذا فعلوا بنا بعد أن قبلناهم ؟؟!!

  

لقد استدعوا التاريخ بكل أحقاده ودمويته و قسمونا إلى شيع ومذاهب ونحل  وطبقات وطوائف ودمروا  قيم التسامح بيننا وأشعلوا الفتن والحروب بيننا ليهيمنوا علينا كوكلاء لكبار سحرتهم ودهاقنتهم في "قم " ليحكمونا  ألف عام من جديد .. فهل نرضى بذلك  ؟؟   كلا والله !!

             

ونقول للشعب اليمني كله : عودوا إلى رشدكم وانبذوا الفتن فإنها منتنة .. واتركوا العصبيات الجاهلية والحروب ..وتصالحوا مع أنفسكم .. ولا تكونوا مطايا كالأنعام لهؤلاء الدخلاء علينا وعلى تاريخنا ..وعودوا إلى إخوتكم في جزيرة العرب والخليج العربي عودوا  إلى عروبتكم ومحيطكم العربي  ولا تطيعوا من يشعلون الفتن والحرائق في بلادكم ليبقوا هم السادة وانتم العبيد!!

وحالنا  في الجنوب كان  أكثر سوءا  بعد أن أوجدنا الحاكم الطاغية والحزب المستبد و منحنا عقولنا إجازة مفتوحة ليحكمونا عقودا طويلة أذاقونا خلالها المر والعلقم وأشبعونا قتلا وتنكيلا وتشريدا ونقلوا تجارب عتاة الشيوعية والجلادين إلى بلادنا ..ولكن بشعارات مضللة سرا وعلنا ثم شتتونا في بقاع الأرض!!

وما إن تنفسنا الصعداء وظننا أن حكم الطغاة قد زال ..حتى يأتي طاغوت آخر متسربل بالدين والشعارات ويبث سموم الفرقة والطائفية والسلالية والعنصرية في بلادنا المتسامحة ويدعي لنفسه الحق الإلهي معتمدا على جيناته الوراثية و سلالته.. ليتحكم في رقابنا ..وعندما صدقه السذج والجهلة واتبعوه مستخفا بعقولهم ..جندهم لخدمته ومنحهم صكوكا وتمائم تنقلهم إلى الجنة مباشرة فصدقوه وقدموا أرواحهم من أجله!!

إذن الدكتاتور العربي هو نحن ..لأنه ما كان ليجرؤ على ذبحنا وسرقة بلادنا وسحبها من تحتنا لولا أننا أعطيناه كل مفاتيحنا العامة والخاصة!!

الدكتاتور ليس له أدوات إلا نحن ..فنحن الكرباج ونحن الظهر ونحن السيف والمقصلة والرقبة ..انه اختراعنا واستحضارنا نحن عندما آمنا به رغم علمنا بسحره وشعوذته ودجله علينا.

وبعيدا عن الأسماء والألقاب السابقة، نحن امة متطرفة حبا وكراهية، لا نصنع غير الأصنام بديلا عن الأصنام!!

نهدم صنما، ونبي بدلا منه ..نهدم لنصنع آخر، ونمارس الهَبل الفكري في تقديس الأسماء والأشخاص، ونصنع منهم أنصاف آلهة لا يموتون، يحكمون ويأمرون ونبرر لهم كل أخطائهم وأفكارهم.

فقط لان تاريخهم يشفع لهم- هذا أن كان تاريخ بعضهم مشرفا - نربي فراعنة صغارا ونمارس دور السحرة الذين يدافعون عنه!!.

حتى لو أتى «موسى» وتلقف بعصاه كل أفكارنا البالية وشعاراتنا المحنطة... فلن نؤمن به كسحرة فرعون، بل نزداد عشقا وهياما بفرعون!!

د.علوي عمر بن فريد