✅ لم يتشكل التحالف العربي ويحارب الا بسبب الوحدة فقد كانت متلازمة الامن والاستقرار على حدوده مصانه ومتوفرة وحتى في الحرب الباردة لم يتجاوز التهديد حدود الضجة الاعلامية ، ما يعني انه لو قامت الحرب على الارهاب وتغول تصدير الثورة الاسلامية الايرانية بوجود دولتين على حدوده لما احتاج لهذه الحرب او على الاقل كانت احد الدولتين ضاغطة على الاخرى ومانعة تمدد النفوذ الاستراتيجي الايراني ليحاصر دول الجوار ويهددها استراتيجيا وامنيا واقتصاديا .
✅ ايران او غير ايران تتغلغل عبر الاهتراء السياسي او الوطني او كليهما فهذا الاهتراء يخلق حالة سياسية ووطنية لا تنتج حلولا بل تخلق ازمات وحروب لانها بلا قرار او يكون قرارها مسلوب وتعتمد ديمومته على اعادة بقائها على تكرار الاهتراء السياسي وهي حالة اليمن منذ اعلان وحدته فقد اهملت نخبه السياسية معالجاته واهتمت بالغنيمة في الجنوب في حالة مرضية لايدافعون فيها عن "وحدة" بل يدافعون مرض "توحد" سياسي ووطني فاختلطت واضطربت مقاييسهم ،ومازالت، فلا يدرون هل يدافعون عن وحدة تمت بين بلدين مستقلين ام يمن واحد؟ فالوحدة تعني وحدة دولتين وشعبين .. فالواحد لا يتحد مع نفسه الا في تهيئواتهم التي لكثرما ادمنوها صار توحدا مرضيا ، بل ان من حلول التوحد والاهتراء السياسي الساذجة ان وضعوا رئيسا جنوبيا اعترف بعظمة لسانه انه لم يستلم من دولة الاهتراء الا "العلم" ليكون حلا جنوبيا لحالة توحدهم المرضي المهترئة وليكون استراحة حتى يعيد الاهتراء نفسه ويزيحونه لكن الحوثي "شقلب" المخطط.
الجنوب العربي اتحد مع اليمن وشهد هذا الجيل وحدته بل ان الرعيل السياسي العربي الذي شهدها مازال حيا ولم تكن الوحدة موغلة في القدم حتى يتحجج بعضهم بالتاريخ ، ولم تمر بضع سنين عليها والا واشتعلت حربا على الحدود الشطرية ولو ان حدود الحرب تداخلت في حدود الشطرين لصار لدعوى الانفصال الذي يدعونه حجة لكنها وقعت على حدود شمال /جنوب مايعني انها بين وطنين
وانتصر الشمال بعد ان استخدم حتى سلاح التكفير الديني وبدات حالة الاهتراء السياسي والوطني في الدولة من نتائج تلك الحرب ووصل حالها ان اجتاحتها مليشيا طائفية عشعست في كهوف صعدة بتواطؤ ورضى من اقوى نخبها السياسية والعسكرية والامنية حينذاك
✅ الجوار العربي يهمه "امن واستقرار" على حدوده ومنافذه الاستراتيجية بغص النظر ان يتم بوحدة ام بدونها واثبتت تجربة الوحدة الممتدة من عام ١٩٩٠حتى الان ان اليمن الموحد صار خطرا على نفسه وعلى جواره فلم يوفر معادلة الامن والاستقرار ولن ينتج الا اهتراء سياسي ووطني سيكون مدخلا لتدخلات اقليمية ودولية خطرة
✅ مشروع الاستقلال او استعادة الدولة الجنوبية في الجنوب بدا بحرب ١٩٩٤م ثم بثورة سلمية جنوبية انطلقت في ٢٠٠٧م ثم بمقاومة جنوبية كانت تقاوم لانها تحمل قضية وطنية مغايرة للقضية اليمنية التي انتجها انقلاب الحوثي ، ولو انها ذات القضية لسارت الحرب في الجنوب العربي بذات الوتيرة التي سارت بها المقاومة في اليمن ولكان الحوثي متمددا على شواطئ عدن كتمدده على شواطئ الحديدة فلم يكن التحالف العربي او احد دوله سببا في بعث مطالبات الاستقلال في الجنوب بل جاء التحالف والحرب والمشروع موجود وثورته السلمية تحولت الى مقاومة ساهمت التحالف في كسر الحوثي وهزيمته والقضية موجودة سياسيا وعسكريا ومقاومة
✅التحالف يريد امن واستقرار اليمن هذا صحيح ، لكن الكيفية هي التي ستحدد الامن والاستقرار واذا ما حاول اعتسافها فلن ينتج امنا واستقرارا
هل ستكون بوحدة مستقرة امنة ام ببلدين يوفران الامن والاستقرار
فالوحدة فشلت وصحا الجوار وايران على تخومه ولولا الحزم وعاصفة الحزم لسقطت اهم المواقع الاستراتيجية بيد ايران من البصرة العراقية مرورا بهرمز وباب المندب وصولا الى "الموسم" على الحدود الجنوبية لليمن مع المملكة على ساحل البحر الاحمر
✅ الجوار سيعالج متلازمة الامن والاستقرار وليس ملزما بمعالجة حالة "التوحد" المرضية اليمنية اذ ان يهدد بعض مثقفيهم بانهم سيتشيعون اذا استقل الجنوب!! ..فهل من حالة توحد مرضية كهذه الحالة؟ ..رغم انه لم يات بجديد فهم اما شيعة تاريخيا او تحكمهم الشيعة فالاصرار على وحدة فاشلة سفكت دماء من الجنوبيين اكثر مما سفكها الاحتلال البريطاني صارت توحدا مرضيا للنخب الوطنية اليمنية ثم لنخب وقواعد اسلامهم الحركي وبالذات الاخواني الحليف لتركيا ، الذي لا تقل حالته التوحدية المرضية عن الاسلام الحركي الحوثي حليف ايران الذي قاتل في الجنوب الى اخر جندي كما صرح الحوثي "لبن عمر" مبعوث الامين العام للامم المتحدة السابق ومهندس الخوار الوطني الفاشل .. الان يسعى الاخوان لتكرار تجربة الغزو الحوثي في الجنوب بحشود حربية وبارباك المشهد خاصة في عدن وسيكتشف المراقب انهم الجهة الارهابية التي تقوم بالاغتيالات في عدن عندما يقرا ان من استهدفهم الاغتيال هم من تصدى لغزوة اغسطس الماضي الاخوانجية او ساهموا في افشالها
٤/ديسمبر/٢٠١٩م
صالح علي الدويل