لا تأمن الضبع وإن كنت مروضه

2019-10-17 12:00

 

لقد قادني ما أراه من أحداث على أرض الواقع ، تعبر عن التنكر للخير والجميل ، من قبل دول وأحزاب ومنظمات وجماعات وقبائل وأسر وأشخاص ، لما قدمته وتقدمه المملكه العربيه السعوديه من جميل وخير ومعروف لهؤلاء ، إلى كتابة مقالي هذا ، الذي هو حقيقة قصه من مكتبة التراث الأدبي التاريخي ، تحت عنوان ( لا تأمن الضبع وإن كنت مروضه ) والقصه هي كالتالي :

 

قصة مجير أم عامر ( الضبع ) :

خرج قوم إلى الصيد فعرضت لهم أم عامر (وهي الضبع) فطاردوها حتى استطاعت الهروب منهم والتخفي داخل كوخ أعرابي وما أن رآها الأعرابي على هذه الحالة من الرعب والفزع حتى شعر أنها تستجير به، فخرج شاهرًا سيفه ومدافعًا عنها قائلًا لهم: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا وطريدتنا أخرجها إلينا أو مكنا منها، فقال: كلا، والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي.

فشعر القوم أن الأعرابي لن يتركهم وطريدتهم فانصرفوا خائبي الأمل، ورجعوا وتركوه، وهنا شعر الأعرابي بالنصر لأنه  استطاع أن ينقذ تلك الضبع المسكينة من صائديها، وقام على ضيافتها فأحسن أكلها وشربها، وقدم لها حليبًا ثم أسقاها ماء حتى عاشت واستراحت.

بعد أن شعر الأعرابي أن الضبع أكلت واستراحت تركها ليكمل شؤونه وما أن أعطاها ظهره حتى غدرت به فوثبت عليه وبقرت بطنه وشربت دمه حتى لفظ أنفاسه فمات، بعدها اختفت الضبع من الكوخ وخرجت مرة أخرى إلى حياة الغابة، ولما عاد ابن عم الأعرابي وجده مقتولًا على هذه الحالة فبحث عن الضبع فلم يجدها فتتبع خطواتها حتى استطاع أن يجدها فقام على قتلها انتقامًا لابن عمه المغدور ثم أنشد بعض أبيات الشعر يقول:

 

ومن يصنع المعروف مع غير أهله    …    يلاقي كما لاقى مجير أم عامر

أعد لها لما استجارت ببيته           …    أحاليب البان اللقاح الدوائر

وأسمنها حتى إذا ما تمكنت         …    فرته بأنياب لها وأظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من   …    يجود بمعروف على غير شاكر

 

تلك القصة ما اشبها بحالة كل من قدمت لهم المملكة العربية السعودية الجميل والخير والمعروف ، ولكنهم ردوا عليها بفعل كفعل أم عامر مع الأعرابي الذي أجارها .