مقال قديم للشهيد صالح احمد البابكري رحمه الله .. لكن قديم الراحل جديد بما يحمله من بعد نظر.. وبمناسبة انعقاد مؤتمر حضرموت الجامع نعيد نشره للتأمل...
الجنوب العربي على طريق حميرم الثاني
بقلم / صالح اْحمد البابكري – 7 سبتمبر 2014م
شعب الجنوب العربي العظيم على موعد مع ,,حميرم الثاني ’’والتي تعني بلغة العرب الجنوبيون القديمة مؤتمر اتحاد القبائل والذي اْنعقد في حصن العر بشبام حضرموت الكبرى اْنذاك في العام 160 ق.م وفي مصادر اخرى 145 ق. م .
وشبام كانت في ذلك الزمن الموغل هي حاضرة حضرموت الكبرى بعد عاصمة شعب الجنوب العربي شبوة التي دمرها السبئيون بقيادة ملكهم اْشعر وتر الذي قاد حربا غادرة لم تكن في الحسبان ضد شعب الجنوب الحضرمي وذلك بعد أن اأتى مصالحا ومشاركا في اْحتفالات العقلة بعد إن وضعت الحروب أْوزارها بين الممالك العربية الجنوبية التي بدأْت ضد أوسان وانتهت ضد قتبان ثم تلتها مملكة حضرموت التي شنت الحروب تلك ضد الممالك التابعة لها والتي كان آخر ملوكها المتوج الملك العزيلط هبئر من سلسلة ملوك السلالة الهبئرية الحميرية كما شارك في هذه الاحتفالات الملكية في قصر الملوك الحضارمة في حصن العقلة بالقرب من العاصمة شبوه أمراء شعب الجنوب الحضارمة اليزنيون من وادي ميفعة العظيم وعلى سبيل الذكر شاهر بن ربيعه أمير ميفعة وسليمان أمير حبان إضافة الى ممثلي الدول الصديقة من الهند وكلدان واْشور الثانية في بلاد الرافدين والحبشة ومصر و المعينيين في عهدهم الثاني ,,الارام’’ الذي اْحتلوا ,, سباْ’’ عام 350ق.م وتسموا بملوك سباْ’
وفي هذه الاحتفالات اْعلن ملك حضرموت وملك سباْ نهاية الحروب في جنوب الجزيرة العربية واحلال السلام في المنطقة والعيش بهدوء وقد طلب اْشعر وتر يد شقيقة الملك العزيلط كعربون للصداقة والسلام.
وفي الوقت الذي كانت مملكة حضرموت تتجهز للعرس الملكي ’ كانت جيوش الغدر والخيانة الارامية التي اْحتكرت الاْسم,, سباْ ’’ دون وجه حق كما اْحتكرت حرافيش صنعاء اسم الجهوية اليمانية كهوية وطنية وسياسية خاصة بها في عصرنا الراهن ’ تجهز جيوشها للغزو ’ وعوضا من إن ياْتي لاْخذ العروسة جاء بمدافع المنجنيق والسيوف والجيوش بدعم من الحبشة وفي لحظة ضعف واْتكال "فارقة" من الزمن الغادر’غدر اْشعر وتر السبئي القديم كما فعل ,, السبئيون الجدد ’’ في غدرهم بشعب الجنوب صيف 1994م ودمرت شبوة وقناْ وميفعة وعزان وجردان ووادي رخية ووادي حجر وكل اراضي المملكة وتم اْحتلالها عنوة بالقوة العسكرية عام 150 ق.م تقريبا وبعد ذلك .
جاءت الحاجة الى مؤتمر التحالف القبلي والشعبي الواسع كما أسلفنا وتم تنصيب الملك ياسر يهنعم الاْول وابنه التبع لاحقا شمر يهرعش الحميري من حمير الثانية الريدانية وخاضت قبائل الجنوب العربي ,, حضرموت الكبرى ’’ حروبا واسعة وشاملة حتى حررت بلادها وواصلت زحفها حتى اْستولت على ,, سباْ ’’ عام 115 ق. م التي هي اليوم ماْرب ’ وتسموا بنفس اللقب ملك ذوريدان وحضرموت واضافوا ,, سباْ ’’ بعد تحريرها هي الاْخرى من قبضة الارام المسمى ’’ سباْ ’’ وتتابعت الانتصارات حيث جاء عهد التبع اْسعد الكامل الذي في عهده سيطرت هذه المملكة على كل اْرض العرب من العراق وحتى القرن الافريقي وساحل اْوسان شرق اْفريقيا.
واليوم وفي هذه اللحظات التاريخية المريرة من تاريخ شعبنا العظيم ’ شعب الجنوب العربي بحضاراته التليدة ’ حضرموت الكبرى أم العرب الجنوبيون قاطبة وفخرهم الدائم والمتجدد سوف يعقد بمشيئة الله مؤتمر حميرم الثاني ’ والذي سوف تتحد فيه كل القوى الجنوبية الوطنية وحتما سوف يظهر فيه ومنه ياسر يهنعم ثاني لتحرير الجنوب العربي من الغزاه الغادرين الحاقدين من قوى صنعاء لفيف الشعوب المحتلين لارض الجنوب العربي وشعبه العظيم’ فمرحبا بحميرم الجامع عما قريب ,, المؤتمر الحضرمي الجامع ’’ وعلى كافة القوى الوطنية الجنوبية إن تزيح الغمة وكل الشكوك والهواجس وكل عوامل الفرقة والانقسام وتجمع على توحيد الصف القيادي تتويجا وانتصارا لوحدة الصف الشعبي العربي الجنوبي ’ وإن تاْتي الى المؤتمر بكل عزيمة واْصرار على نجاحه حتى يدخلوا التاريخ مثل مادخله اْسلافهم وسجلوه باْحرف من نور في نقوش الحجارة العربية الجنوبية ووصل الى ماهو اْبعد منها كما اْسلفنا ’ وتقبلوا اْزكى التحايا من محبكم مسود هذه السطور .
والى لقاء قادم إن شاء الله .
*- علي محمد السليماني
كاتب سياسي وباحث في التاريخ