مؤسس ‘‘التجمع اليمني للإصلاح‘‘ يعترف في مذكراته أن حزبه كان كرتا أنشئه الرئيس ‘‘صالح‘‘

2017-02-05 04:42
مؤسس ‘‘التجمع اليمني للإصلاح‘‘ يعترف في مذكراته أن حزبه كان كرتا أنشئه الرئيس ‘‘صالح‘‘
شبوه برس - متابعات - اليمن

 

نشرت صحيفة القدس العربي في فترة تاريخ سابق مذكرات الشيخ عبدالله الأحمر بعد أن خص بها القدس العربي ذاتها دون سواها لنشر مذكراته وهو على قيد الحياة

 

وبغض النظر عن من كتب المذكرات وكونها تعبر عن موقفه(الشيخ) السياسي غير المحايد إلا أن هناك مايشير أن المذكرات كتبت قبل تصاعد الأحداث والمواجهة بين أبناء الشيخ والرئيس تقريبا وهي مذكرات تشيد بدور الرئيس صالح التاريخي وتجعله حجر الزاوية في كل الإتفاقيات الوحدوية بل تذهب أبعد من ذلك وتحيلنا الى الإستمتاع الكامل بحكاية أن الرئيس دون سواه كان محقق الوحدة وهذا سبب من اسباب ذهابنا الى الإعتقاد أن المذكرات كتبت منذ زمن طويل وجاء إخراجها في هذا التوقيت إستباقا لرحيل الشيخ الذي نسأل الله له أن يشفيه من مرضه ويعيده الى وطنه ومحبية بخير

 

وقد يكون أحد الأسباب الأخرى لنشر المذكرات في هذه الظروف المعقدة حتى لايقال أن الشيخ لم يكتب المذكرات وصعوبة التأكيد بالنسخة التي كتبها بخط يده ... الخ كان السبق والقرار بإنزال المذكرات التي كما أشرت سابقا تلفت النظر الى كثير من الأحداث والمواقف ..الشيخ الأحمر سجل للرئيس صالح إنجاز الوحدة وكأنه كان لوحده وأشاد بحنكة الرئيس والمفاوض الشمالي..الخ

 

كما تحيلنا المذكرات الى الشك أن الوفد الشمال هو الذي طلب الوحدة الإندماجية وهو من رمى الكرة في ملعب القيادة الجنوبية وعاكسا الحقائق السابقة وقصة النفق التي تذهب الى التأكيد من مصادر متتعدة أن الوحدة الإندماجية شرطا جنوبيا خالصا

 

لكن دعونا من هذا فهي مجرد مذكرات لطرف من أطراف اللعبة الذي يؤكد من خلال مذكراته أنه كان معارضا لخطواتها وكان بعيدا عن التأثير بالفعل الحقيقي في مسارها وإن كان يؤكد دوره الحقيقي الذي يبدأ بعد الوحدة والخط المعارض الذي أختطه للقيادة الجنوبية ومنكرا كل دور لها وأحيانا يتجاوزه الى الفترة التي لحقت بــ13 يناير فهو يقنعنا أن الجنوبيين على العموم كانوا لايكنون ثقة بالشيخ والقيادة الشمالية ونلمس هذا من الحديث عن علي ناصر محمد الرئيس الأسبق وموقفه الواضح من التعامل مع القيادة الشمالية حينها وهذا يمكن أن نتعرف من خلاله أن الثقة كانت معدومة تماما وحسن النية غير متوفر عند الرئيس علي ناصر محمد وقد يكون هذا بعد نظر منه أو حتى هاجس من هواجس الشك أو موقف مبدئي لايتغير بحسب تعبير الشيخ من الظلاميين...الخ.

 

ومما تحيلنا له المذكرات تأكيده أن تجميع التجمع اليمني للإصلاح والعمل تم بإرادة سياسية وهذا من أهم ماقاله الشيخ في مذكراته

يقول الشيخ :"طلب منا الرئيس وبالذات مجموعة العمل الإتجاه الإسلامي كونوا "حزب" (القول للرئيس) تكون رديفة للمؤتمر ونحن وإياكم لن نفترق وسوف ندعمكم...الخ" "..

ويقول بعدها في موضع آخر عن الرئيس :"إن الإتفاقية تمت بيني وبين الحزب الإشتراكي وهم يمثلون الحزب الإشتراكي والدولة التي كانت في الجنوب وأنا أمثل المؤتمر الشعبي والدولة التي كانت في الشمال وبيننا إتفاقيات لا أستطيع أتململ منها وفي ظل وجودكم كتنظيم قوي سوف ننسق معكم بحيث تتبنون مواقف معارضة ضد بعض النقاط والأمور التي أتفقنا عليها مع الحزب الإشتراكي وهي غير صائبة ونعرقل تنفيذها وعلى هذا الأساس أنشأنا التجمع اليمني للإصلاح".

 

ولاحاجة الى الكثير من الذكاء أن الرئيس أنشأ الإصلاح بإعتباره كرتا من كروت اللعبة التي سوف يلعب بها خارج إطار الإتفاقات المبرمة مع الحزب الإشتراكي ممثل دولة الجنوب وتطور اللعب بعد ذلك الى تجميع فرق الموت لإغتيالات أودت بالكثير من الجنوبيين وهذا يعد تنكرا ونكوصا واضحا عن إتفاقيات الوحدة... وأستطاع الرئيس لعب هذه اللعبة بالكرت الإصلاح حتى نشبت الحرب ورغم محاولة الشيخ أن يكحل الوحدة ويعطيها المشروعية والنفس الشمالي الخالص أو بمعنى أدق النفس القبلي على حساب القوى الوطنية الأخرى من مختلف اليمن ويجيرها لصالح الرئيس ومن حيث لايعلم كان يسجل للتاريخ أن الجنوب والحزب الإشتراكي كان ضحية لعبة خارج إطار الإتفاقات الموقعة التي عمل الطرف الآخر على التراجع عنها بإتباع طرق وأشكال من الممارسات التي لا تتفق مع قواعد السياسة والأخلاق وكان التجمع اليمني للإصلاح أحد أطرافها بإعتراف مؤسسة

 

ولكن أيضا لايمكن تجاهل أن الشيخ قد يكون أبعد نظرا وبعد إتفاقه مع الرئيس بأن الإصلاح مجرد كرت لايمكن أن يستمر حضوره القوي ودعم الرئيس له وبالتالي حضور أبنائه وقبيلته وحزبه بدون الحاجة له ككرت هام وتأتي الأهمية بكشف هذه الحقيقة لتأجيج الخلاف مع الإشتراكي وبالتالي الجنوب وتبعا لهذا السيناريو لن يفقد الإصلاح مكانته ككرت صالح للعب ومؤثر طالما أن الخلاف بين الرئيس والإشتراكي قائما فالحاجة الى الإصلاح يحددها تحالفات الرئيس وخلافاته مع فرقائه السياسيين الآخريين وليس إتفاقه مع الإشتراكي .