# أن ما دفعني للكتابة تساؤل عن موقف الحراك في شبوة من صورة علم الوحدة على خلفية صورة في مكتب محافظة شبوة .
# المسألة ليست في موقف الحراك أو قياداته في المحافظة من رفع علم دولة الوحدة في مكتب محافظ شبوة علما بان علم الجنوب مازال يرفرف على مبنى محافظ المحافظة .
# العلم في الأخير ليس مشروع بل شعار لمشروع ومسألة أن نجعل منه
" تابو " مقدس مع عدم انجاز أولويات أهم لايعني إلا عدم نضج سياسي في أقل التفسيرات..
# السؤال :
هل مشروع الاستقلال اليوم لا ينقصه إلا رفع العلم الجنوبي أم أن أمامه عقبات واستحقاقات لابد أن يسعى الجنوبيون لاجتيازها وإنجازها ؟؟
ان الأكثر ضررا على القضية من عدم رفع علمها هو افتقادها للحامل السياسي وأرى أن على جماهير الحراك ومن يدعون أنهم قياداته في المحافظات أن يضغطوا في اتجاه خلق حامل سياسي للقضية أولا إذ لم يعد مقبولا انه بعد حراك سلمي امتد من 2007 م ثم مقاومة جنوبية ممتدة حتى الآن ولا وجود لحامل سياسي لها والعدمية السياسية أن نظل في جزئية رفع العلم من عدمه
# المقاومة الجنوبية وهي أشرف ظاهرة عمدها الجنوبيون بالدم وقدمت الشهداء تحت علم الجنوب وهزمت الاحتلال الحوثعفاشي تحته وهذا لايختلف عليه اثنان لكن يترتب على ذلك سؤال آخر .
والسؤال المحلح : من الذي استثمر انتصارها سياسيا مع وجود العلم المرفوع ؟
لن يقول لي قائل أن الذي استثمر ذلك هو المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي ومشروع الاستقلال فهذه اجابة لن يصدقها احد الا على قول المثل الشعبي " اللحم للأسد والعظام في......"
# ان من استثمر ذلك الانتصار شرعية الرئيس عبدربه وحلفائه بالذات الاصلاح وهي شرعية وحدوية تدعمها حرب التحالف وقرارات دولية على الأقل حتى الآن ... والذين أقسموا للعمل معها من دعاة مشروع الاستقلال أقسموا تحت علم الجمهورية اليمنية ولم يقسموا تحت علم الجنوب على تحريره واستقلاله بل على العمل مع دولة الشرعية ضد الانقلابيين !!
# مع أن لي تفسير آخر في اختيار الشرعية لرموز من تيار التحرير والاستقلال في بعض المحافظات وأنه لاينطلق من تحالف الشرعية مع تيار الاستقلال أو بعضه بل ان اختيار الشرعية لتلك الرموز جاء في إطار توازن مناطقي تحتاجه الشرعية في الجنوب على الأقل في هذه المرحلة
# ولأنه لا يوجد حامل سياسي تم من خلاله هذا التحالف أو التعاون أو سمه ما شئت فإن من آثاره الان نغمة المناطقية التي بدأت تظهر
بشكل مستفز وعدم ضبط إيقاع المقاومة التي بدأت تفوح من تصرفات بعضها المناطقية !!
# يضاف إلى ذلك إن المقاومة الجنوبية تقاتل الآن في الشمال فهل قتالها من اجل استقلال الجنوب؟
بغض النظر عن العلم الجنوبي... فمعركة المخا استراتيجية دولية ليست جنوبية ولن يعطيها علم الجنوب أي صفة جنوبية وهي معركة كبرى بكل المقاييس وليست نزهة لكن نتيجتها كما اعتقد محسومة سلفا وان تكون بأطراف جنوبية.... فياترى أين سيكون الثمن الاستراتيجي في الجنوب بأطراف شمالية؟؟؟ ...هذا ماسيجيب عنه المستقبل وعسى أن يخيب توقعي
# غداة تحريرها نقلت قناة الجزيرة أخبار انتصار المقاومة فيها وهذا النقل حتى مع مسمى الجنوبية فيه أو العلم الذي تقاتل تحته يؤكد للعالم واحدية المعركة شئنا أم أبينا ، ما يعني اننا امام وثيقة اعلامية سوف تلف العالم تؤكد واحدية هذه المعركة وان علم الجنوب جزء من اليمن الموحد بل ان مراسل الجزيرة وصفهم ( شباب الجنوب وحدويين أكثر من الشماليين ووصف من ينعتهم بالانفصال بانه غبي..بل طالب بأن يكون علمهم هو علم اليمن كامل)
# لماذا لم يحقق لنا العلم الجنوبي أي انجاز سياسي أو وطني ؟؟
وجود العلم الجنوبي ليس ضمانة سياسية ولا وطنية مهما رفعنا من شأن العلم ، فالعلم لن يشترط أي ثمن سياسي فالذي يشترط ذلك الحامل السياسي خاصة والمعركة معركة جنوبيين في الشمال ورفع العلم لن يحقق الاستقلال لذلك سوف تكون معركة الجنوبيين في الشمال من أجل الوحدة وليس من أجل استقلال الجنوب!!
# المسألة ليست خيار بين ضدين في شبوة كما ورد في التساؤل
اما تبعية للاحتلال او العودة لصفوف الجماهير ...فلو كان الوضع القائم حاليا احتلال فلماذا قبل مشروع الاستقلال العمل في إدارات الحكم المحلي مع الشرعية ؟
# الذي أراه أن على الحراك أن يبتعد عن ممارسة الضغط على سلطة المحافظة المحلية واحراجها كجهة تتبع نظام الشرعية فكل سلطة الحكم المحلي في الجنوب تابعة للشرعية ، ففي الساحة أعداء للحراك يتمنون ذلك والحراك يعلم أن كل القيادات التي تعاونت مع الشرعية حتى ولو لم ترفع علم الوحدة فإنها أعطت اليمين القانوني تحته وهذه حقيقة يفهمها الحراك قيادات وقواعد... لذا فعلى الحراك ان يعمل في المجالات التي يتفق مشروع الحراك مع السلطة المحلية فيها
# وبالمقابل على السلطة في شبوة أن تحترم تضحيات الشهداء الذين لم يقدموا ارواحهم من اجل الشرعية بل من اجل استقلال وتحرير الجنوب فلا تكون أول محافظة ترفع هذا العلم المشئوم في الجنوب
*- كاتب سياسي وأحد مؤسسي الحراك الجنوبي في محافظة شبوه .