مصفاة عدن ... المعلم الاقتصادي التاريخي لمدينة عدن

2015-10-12 19:45
مصفاة عدن ... المعلم الاقتصادي التاريخي لمدينة عدن
شبوه برس - متابعات - عدن

 

*  كتب : أ. خالد سيف سعيد

تعتبر مصفاة النفط المحدودة عدن B.P أهم مشروع اقتصادي في مدينة عدن، والذي تم بناءه في بداية الخمسينات من القرن الماضي وقبل الخوض إلى هذا المعلم الاقتصادي التاريخي ينبغي الإشارة إلى الأسباب والدوافع الرئيسية التي جعلت من الشركة البريطانية شركة البترول البريطانية British Petroleum بناء هذا الصرح الاقتصادي الهام "مصفاة عدن" وتتمثل في الآتي:

 

-   نظراً لما تتمتع به مدينة عدن من موقع جغرافي هام جعلها تقع في ملتقى الطرق البحرية بين الشرق والمغرب فأن ميناء عدن بأن يكون بنفس الأهمية من حيث قدرته على استقبال السفن من مختلف القارات، وخاصة من حيث وفرة كميات الوقود اللازمة لتموين أي عدد البواخر القادمة إلى الميناء، ولهذا السبب فقد انشأت شركة البترول البريطانية B.P عام 1919م منشآت للنفط في مدينة التواهي وذلك لاستيعاب كميات النفط التي كانت تكرر في مصفاة النفط في عبدان بايران.

 

-   نشؤ الأزمة الانجلو الإيرانية إلى ذروتها إثر تأميم حكومة الدكتور مصدق· الوطنية لشركة الزيت الانجلو – إيرانية ما رافقتها من إجراءات تأميم المصفاة عبدان، كل الدراسات حول بناء مصافي نفط عملاقة بين قناة السويس والهند، استقرت الدراسات بأن تكون هذه المصفاة في مدينة عدن الصغرى الواقعة غرب خليج عدن، وقد تم الاتفاق حول موقع هذا المشروع بين حكومة عدن البريطانية وشرطة البترول البريطانية B.P.

 

وينبغي التأكيد بأن الحكومة البريطانية قد اتخذت الخطوات والإجراءات في شبه الجزيرة بعد شرائها من العقارب أي في 15 يونيو 1889م تم الاتفاق بين الحكومة البريطانية المتمثلة بالمقيم السياسي البريطاني الجنرال أدم جورج هول والشيخ عبد الله حيدره مهدي شيخ العقارب على شراء الانجليز شبه جزيرة أحسان بالكامل، وبل الشريط الساحلي المؤدي إليها والممتد من الحسوة حتى بندر فقم، وأما الإجراءات التي اتخذتها بريطانيا قبل بناء مصفاة النفط البريطانية فلم تكن كبيرة وحساسة في شبه الجزيرة "جزيرة إحسان" الواقعة في عدن الصغرى قبل بناء مصفاة النفط وكل ما عملته يتمثل بالآتي:

 

-   تغيير اسم شبه جزيرة إحسان إلى منطقة عدن الصغرى وأن التغيير هذا قد جاء لتثبيت البيعة وربطها بممتلكاتها في عدن.

-   بناء نقطة مراقبة على جبل الغدير المواجهة شمال لجبل أو قيامه، وتلك النقطة غبارة عن موقع متقدم لمراقبة السفن القادمة إلى ميناء عدن علماً أن نقطة المراقبة هذه عبارة عن غرفة للحراسة يصعد إليها الإنسان من خلال سلم من الأحجار والنورة وما زال قائماً حتى يومنا هذا.

 

شركة البترول البريطانية British Petroleum:

شركة البترول البريطانية B.P والتي صنفت المركز الثالث ضمن الشركات العالمية الكبرى في تاريخ صناعة البترول بعد الشركتين الكبيرتين ستاندر ، وشل البريطانيتين، وتلعب هذه الشركة دوراً رئيساً في حياة الخليج والجزيرة وعندما تأسست في فارس أطلق عليها شركة "الانجلو برسيان" الشركة الإنكليزية الفارسية ثم عدل ليكون الشركة الإنجليزية الإيرانية (انجلو إيرانيان)ـ ويمكن أن تعتبر مولد هذه الشركة (B.P) في 14 أبريل عام 1901م للعمل في صناعة البترول تطوراً هاماً في هذه الصناعة، التي كانت حتى ذلك الوقت صناعة أمريكية بحته وكانت أوروبا وتستورد احتياجاتها من الولايات المتحدة إلى أن دخل المحرك الصناعي ميدان العمل فبدأ اهتمام رجال الأعمال البريطانيين يتجه نحو البترول، وخلال نصف قرن من الزمن أصبحت هذه الشركة إحدى دعامات العالم الرأسمالي المعاصر حتى تاريخ تأميمها عام 1951م، ومنذ أن تحولت إلى شركة البترول البريطانية B.P اسهمت في أربع أو خمس شركات بترولية عاملة في الشرق الأوسط فهي أحد أعظم المؤسسات التجارية البريطانية آنذاك وأحد دعائم الدخل القومي البريطاني، وينبغي الإشارة إلى أن هذه الشركة أنشئت في عام 1919م منشأة لتموين البواخر بالوقود في ميناء عدن.

  • خليج عدن