السادة آل باعلوي الحضارمة حماةُ العقيدة، وخُدّام الكتاب والسنة وفرسَانُ دعوة الإسلام (الجزء السادس)
بقلم/ د. محمد أبوبكر باذيب
(جهاد السادة آل باعلوي)
وهل نسي التاريخ والعالم جهود آل باعلوي في حمل راية هذا الدين العظيم، وإعلاء شأنها في المشارق والمغارب. وهل نسيت بلاد جاوة جهاد العلامة السيد عمر الزاهر باعلوي الذي حارب الهولنديين ودوخهم في آشي، حتى ظفروا به فنفوه إلى سري لانكا ومنها إلى مكة المكرمة حيث توفي سنة 1305هـ.
وهل سينسى مسلمو كيرلا، جنوب الهند، جهاد السيد العلامة علوي بن محمد مولى الدويلة (ت 1263هـ) دفين ممبُرَم (منفُرَم)(44)، وابنه السيد الأمير فضل باشا (ت 1318هـ)(45)، اللذان جاهدَا الإنجليز ودوخوهم، حتى قاموا بنفي السيد فضل إلى مكة وبعدها قربه السلطان عبدالحميد العثماني (ت 1336هـ) وخلع عليه النياشين، وتولى إمارة ظفار العمانية مدة من الزمن، ثم عاد إلى اسطنبول وتوفي بها، ينظر عن جهادهم كتاب راقم هذا البحث، وهو بعنوان «إسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند».
*يمكن الاصلاع على سيرة السيد فضل مولى الدويلة على الرابط التالي : أضغـــــــــط هنـــــــا .
آل باعلوي في صدور مجالس العلم
وحلقات التعليم
العلم والدعوة، أمران متلازمان في حياة علماء ودعاة السادة آل باعلوي، كيف لا! والعلم أول الأصول الخمسة التي تقوم عليها طريقتهم، والتي سار عليها رجالاتهم جيلا بعد جيل، وهي: (العلم، والعمل، والخوف، والزهد، والورع).
فهل يا ترى! نسي الحرمان الشريفان، وأرضُ الحجاز وساكنوها، أولئك الرجال الأفذاذ من علماء السادة آل باعلوي، الذين ازدانت بهم حلقات العلم في الحرمين الشريفين، منذ القرن التاسع الهجري إلى وقت الناس هذا! من ذا الذي يستطيع إنكار شيء من ذلك! وهذه المصادر والمراجع المكية والمدنية، كلها طافحة بأخبارهم وسيرهم وتراجمهم. سنكتفي هنا بذكر أعلام العلماء من آل باعلوي، الذين تصدروا للتدريس في الحرم المكي الشريف، أو في مكة المكرمة عموماً، مكتفين بهم كنماذج يتشرف بحثنا الوجيز هذا بذكرهم.
فمن أهل القرن العاشر الهجري:
1. محمد بن أحمد الخون باعلوي (ت 929هـ).
2. حسين بن محمد شنبل باعلوي (ت 932هـ).
3. محمد بن أبي بكر باعلوي (ت 937هـ).
4. إبراهيم بن علي خرد باعلوي (ت 938هـ).
5. شيخ بن حسن مولى الدويلة باعلوي (950هـ).
6. عبدالله بن محمد مولى الشبيكة باعلوي (ت 974هـ).
7. شيخ بن عمر السقاف باعلوي (ت 979هـ).
في القرن الحادي عشر الهجري:
8. علي بن عبدالله ابن صاحب الشبيكة باعلوي (ت 1021هـ).
9. هاشم بن أحمد الحبشي باعلوي (ت 1043هـ).
10. أحمد بن شيخان باعبود باعلوي (ت 1044هـ).
11. أحمد الهادي بن محمد شهاب الدين باعلوي (ت 1045هـ).
12. سالم بن أحمد شيخان باعبود باعلوي (ت 1046هـ).
13. علي بن عقيل السقاف باعلوي (ت 1048هـ).
14. عبدالله بن علي العيدروس باعلوي (ت 1050هـ).
15. محمد الغزالي بن عمر الحبشي باعلوي (ت 1052هـ).
16. علوي بن حسين العيدروس باعلوي (ت 1055هـ).
17. محمد بن أبي بكر السقاف باعلوي (ت 1062هـ).
18. محمد بن علي بن عبدالله صاحب الشبيكة باعلوي (ت 1066هـ).
19. أبوبكر بن حسين العيدروس باعلوي (ت 1068هـ).
20. علي بن حسين بن عمر باعلوي (ت 1069هـ).
21. محمد بن علوي السقاف باعلوي (ت 1071هـ).
22. أبوبكر بن محمد السقاف باعلوي (ت 1074هـ).
23. أبوبكر بن سالم بن شيخان باعبود باعلوي (ت 1085هـ).
24. علي بن أبي بكر بن سالم مولى الدويلة باعلوي (ت 1086هـ).
25. محمد بن سهل الحديلي باعلوي (ت 1088هـ).
26. أحمد بن أبي بكر بن شيخان باعبود باعلوي (ت 1091هـ).
27. محمد بن أبي بكر الشلي باعلوي (ت 1093هـ).
في القرن الثاني عشر الهجري:
28. عبدالله بن عبدالرحمن كريشة السقاف باعلوي (ت 1104هـ).
29. محمد بن عمر بن شيخان باعبود باعلوي (ت 1122هـ).
30. سالم بن عبدالله السقاف باعلوي (ت 1123هـ).
31. عبدالله بن علي باحسين السقاف باعلوي (ت 1124هـ).
32. علوي بن عبدالله بن علوي الحداد باعلوي (ت 1155هـ).
33. عبدالله بن جعفر مدهر باعلوي (ت 1160هـ).
34. عمر بن أحمد بن عقيل السقاف باعلوي (ت 1171هـ).
35. جعفر بن محمد البيتي باعلوي (ت 1182هـ).
في القرن الثالث عشر الهجري:
36. أحمد بن أبي بكر بن عقيل السقاف باعلوي (ت 1240هـ).
37. عقيل بن عمر بن يحيى باعلوي (ت 1247هـ). وشهرته بالسقاف، وأحفاده يعرفون ببيت عقيل، ومنهم شيخ السادة الشهيد السيد إسحاق.
38. علي بن محمد البيتي باعلوي (ت 1250 تقريباً).
39. حسين بن عبدالرحمن الجفري باعلوي (ت 1258هـ).
40. محمد بن محسن العطاس باعلوي (ت 1260هـ).
41. محمد بن محمد السقاف باعلوي (ت 1283هـ).
42. محمد بن حسين الحبشي باعلوي (ت 1281هـ).
43. عمر بن عقيل بن يحيى باعلوي (ت 1291هـ).
44. محمد بن إسحاق بن عقيل بن يحيى باعلوي (ت 1293هـ).
في القرن الرابع عشر الهجري:
45. حسين بن صالح جمل الليل باعلوي (ت 1305هـ).
46. عمر بن عبدالله السقاف باعلوي (ت 1305هـ)، شيخ السادة.
47. محضار بن عبدالله السقاف باعلوي (ت 1311هـ).
48. سالم بن أحمد العطاس باعلوي (ت 1316هـ).
49. حسين بن محمد الحبشي باعلوي (ت 1330هـ)، مفتي الشافعية.
50. عبدالله بن عمر باروم باعلوي (ت 1335هـ)، سبط آل الطبري.
51. علوي بن أحمد السقاف باعلوي (ت 1335هـ)، شيخ السادة.
52. عبدالله بن أحمد الغمري باعبود باعلوي (ت 1339هـ).
53. أحمد بن عبدالله بافقيه باعلوي (ت حوالي 1340هـ).
54. علوي بن صالح عقيل بن يحيى باعلوي (ت حوالي 1340هـ).
55. محمد بن عبدالله السقاف باعلوي (ت 1332هـ).
56. عيدروس بن سالم البار باعلوي (ت 1367هـ).
57. أبوبكر بن أحمد الحبشي باعلوي (ت 1374هـ).
58. أبوبكر بن سالم البار باعلوي (ت 1384هـ).
ومن أراد تراجم المذكورين، والتعرف على أحوالهم، فعليه بكتاب «نشر النور والزهر» للعلامة القاضي عبدالله أبوالخير مرداد (ت 1343هـ) و«مختصره» المطبوع. وكتاب «نظم الدرر» للشيخ المؤرخ عبدالله غازي المكي (ت 1364)، وأصول هذين الكتابين، من مؤلفات آل باعلوي ككتاب «المشرع الروي»، وكتاب «عقد اليواقيت الجوهرية»، وغيرها.
وممن عرف بالعلم وتصدى لتدريس العلوم، بمكة المكرمة، بعد من تقدم:
59. محمد الهادي العطاس باعلوي.
60. سالم بن طالب العطاس باعلوي.
61. حامد بن علوي الكاف باعلوي.
62. نبيل بن هاشم بن عبدالله الغمري باعبود باعلوي.
السادة آل باعلوي
في ميدان الدعوة الى الله في الوطن والمهجر
عرف عن السادة آل باعلوي بالدعوة الى الله تعالى، بالحكمة والموعظة الحسنة، وما ذاع صيتهم إلا بدعوتهم الناس الى ربهم، فكانوا يجوبون السهول والقفار في سبيل الله، وهل وجودهم وانتشارهم، وبقاء ذراريهم الى اليوم في القرى النائية إلا أكبر دليل على ذلك. ألم يكن لهم في سكنى الحواضر الكبرى في أوطانهم، كتريم ونحوها، غنية عن الرحلة والجولان في الأصقاع المتباعدة!. فلله درهم من رجال أخلصوا لله، فأنالهم المحبة في قلوب صالحي عباده، ونشر ذكرهم وصيتهم الحسن في الآفاق.
إن دعوة السادة آل باعلوي في أرض الوطن، في بلاد حضرموت، قراها ووديانها، ساحلها وداخلها، أمر من الشهرة والذيوع بمكان، لقد حفروا أسماءهم في التاريخ، بل أصبحوا هم التاريخ. وهل التاريخ إلا رجال وأحداث، فهم الرجال، وهم صانعوا تلك الأحداث. ونظرة عجلى على تواريخ حضرموت، المتقدمة والمتأخرة، المخطوط منها والمطبوع، ترجع الناظر منبهراً مندهشاً من عظمة الرجال الأوائل، الذين كانت هممهم أقوى وأصلب من الجبال الرواسي. ودونك أيها القارئ كتاب «الشامل في تاريخ حضرموت» تأليف السيد العلامة علوي بن طاهر الحداد باعلوي (ت 1382هـ) وليد قيدون ودفين جوهور بماليزيا. وكتاب «إدام القوت» للسيد العلامة عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف باعلوي (ت 1375هـ) وليد سيون ودفينها.
وإن أردت من مؤلفات غير آل باعلوي، فدونك مؤلفات العلماء من آل باقشير، وآل بافضل، وآل باعباد، وآل باجمال، وآل العمودي، وآل باوزير، وآل باشعيب، وآل باصهي، وآل مزروع، وغيرهم، ممن كتبوا في التراجم وألفوا فيها المؤلفات، ترى أنه لا تخلو ترجمة من التراجم، ولا حقبة من أحقاب التاريخ في حضرموت، إلا وآل باعلوي حاضرون فيها، إما شيوخا أو تلاميذ أو دعاة أو ناصحين مرشدين. فماذا بقي لنا أن نقول بعد هذا!.
اهتمام آل باعلوي بتأسيس الأربطة والمدارس: العلم ثم العلم ثم العلم، هذا هو شعار أكابر السادات من آل باعلوي، لا تفتح ترجمة لأحدهم إلا وتجده موصوفاً بأنه حليف المصحف والكتاب، والعلم والمحراب. ألم يقل أمير البيان شكيب أرسلان إنه لشدة إعجابه بتراجم آل باعلوي اعتزم تأليف كتاب يسميه «الحجر الكريم فيمن ولد بتريم وحفظ القرآن العظيم»، وليته فعل، على أن ما يوجد من الإرث العلمي لسادتنا الأكارم يغني عما سواه.
افتتح آل باعلوي الأربطة، في تريم، وفي بقية البلدان، وشاركهم بطبيعة الحال غيرهم من العلماء الحضارمة، ولكننا آثرنا التركيز على جهود آل باعلوي، لما يقتضيه المقال والحال. ففي شبام أسس العلامة الجليل السيد أحمد بن عمر بن سميط باعلوي (ت 1257هـ) مسجد ومدرسة حارة الفتح والإمداد سنة 1220هـ تقريباً. وفي سيون أنشأ العلامة السيد علي بن محمد الحبشي باعلوي (ت 1333هـ) رباط العلم الشهير بها سنة 1296هـ. وفي تريم تأسس رباطها الشهير سنة 1304هـ على أيدي نخبة من أهالي ووجهاء تريم وأعيانها، من آل عرفان بارجا وآل الحداد وآل الجنيد وآل الشاطري، وغيرهم.
وتفرع عن رباط تريم أربطة كثيرة، أسسها خريجو ذلك الرباط العظيم، أزهر حضرموت بحق. منها رباط عينات، أسسه السيد العلامة الحسن بن إسماعيل الحامد باعلوي (ت 1367هـ)، ورباط البيضاء أسسه السيد العلامة محمد بن عبدالله الهدار باعلوي (ت 1418هـ)، وأربطة أخرى لسنا بصدد استقصائها هنا.
وهناك من المدارس الحديثة، كانت مدرسة جمعية الحق بتريم تأسست سنة 1310هـ على يد السادة آل الكاف باعلوي، تلتها مدرسة جمعية نشر الفضائل أسسها السيد العلامة أحمد بن عمر الشاطري باعلوي (ت 1360هـ)، فمدرسة جمعية الأخوة والمعاونة أسسها السيد العلامة محمد بن أحمد الشاطري باعلوي (ت 1422هـ). وفي سيون مدرسة النهضة، واحة العلوم والمعارف، أسسها السادة الأشراف من آل السقاف، وتجد في «ديوان أزهار الربا» لأديب حضرموت وشاعرها الأشهر علي أحمد باكثير، أشعار كثيرة في ذكر النهضة ومؤسسيها ومدرسيها. كل تلك المدارس لها تاريخٌ زكي، عنبريٌ ذكي، ليت الشبان يتجهون لتدوينه وخدمته وإشاعته، وقد فعل بعضٌ شيئاً من ذلك.
اهتمامهم بدعوة القبائل: هناك فرية افتراها بعض المثقفين، وأشاعها في مؤلفٍ له، نشر في وقت قريب، تقول: إن السادة آل باعلوي يكتمون العلم عمن سواهم، وأنهم كانوا يحتكرون الثقافة، وكانوا يعملون على تجهيل القبائل وحملة السلاح. ولعمر الحق، إنها لفريةٌ عظيمة، وكذبةٌ في حق الإسلام وحق الدعاة الصالحين من آل باعلوي جسيمة، والعجب أن قائلها تربى في عش آل باعلوي، ودرج في أكنافهم. أأشياخك وأساتذتك من آل باعلوي يحتكرون العلم!! حاشَ لله، ما علمَتْ أمةُ الإسلام دعاةً وعلماءَ بذلوا العمْر، والنفس والنفيسَ، في خدمة العلم والدين ونشره لوجه الله، وفي سبيله، بالجمة والموعظة الحسنة، أفضلَ وأكرَمَ من أولئك الدعاة الأكرمين، الطاهرين.
ومن الكذبات الكبرى، التي زعمها ذلك المثقف: أن إمام الدعاة في عصره، السيد العلامة أحمد بن عمر بن سميط باعلوي ينهى عن تعليم أبناء القبائل القراءة والكتابة، من باب (ترسيخ المجتمع الطبقي الذي أوجده الدور الصوفي في حضرموت)!. فلننظر الى «مجموع كلامه ومواعظه»، لنجد فيه أبلغ الرد على هذا الكذب الصريح الذي فاه به ذلك الكاتب.
يقول الإمام ابن سميط: «ما بقي معَنا حيلةٌ إلا دعوة الصغار من عيال القبائل وغيرهم، لأنه إذا انتفع الصغير، سرى ذلك إلى الكبير بميل الطبع، لأن الوازع الديني يغني عن الوازع الشرعي»(46). وقال مخاطباً أحد تلامذته عندما همَّ بالانصراف من مجلسه ليجمعَ القبائل لتذكيرهم، بسببِ عُدوانٍ وقتلٍ وقع من بعضهم منهم على أحد المساكين، فقال له: « ... ولعل يقع تذكيرٌ في تعليمِ أولادهم: الأولاد والبنات، لأنهم قابلين، كما في الحديث: «كل مولود يولد على الفطرة»، يرجع الصغير يرد الكبير»(47)، انتهى. فهل بعد هذا الكلام الواضح المشرق كالشمس في رابعة النهار كلام، وهل بعد الحق إلا الضلال! هذا العلم الشامخ أحمد بن عمر ابن سميط الذي هدى الله به أمة، وأحيى به أجيالاً ومجتمعات، يقال في حقه: أنه يمنع من تعليم أبناء القبائل لترسيخ الفكر الصوفي!! وأقول: سبحانك هذا بهتان عظيم.
هذا، ويضاف إلى ما سبق، التنويه إلى ما للعلامة السيد عبدالله بن حسين بن طاهر باعلوي (ت 1272هـ) من رسائلَ خصصها للقبائل وحملة السلاح، منها «العهد المعهود في نصيحة الجنود» وهي (الرسالة الخامسة) من «مجموع الرسائل»، ومنها: «نصيحته للقبائل»، وهي (الرسالة التاسعة عشر) من «مجموع رسائله». ذلك «المجموع» النافع المبارك، الذي طبع مراراً وتكراراً، وكانت طبعته الأولى في القاهرة سنة 1306هـ/ 1888م، وهو مجموع يشتمل على اثنين وعشرين (22) رسالةً، كلها تنضح بالعلم والفقه والدعوة الى الله(48).
قال في «العهد المعهود»: «هذه التذكرة الباعث لها تذكير الجند بالخصوص، والنصيحة لهم، لأني رأيت في هذا الزمان من الجنود ما لا يسع مؤمناً السكوت عليه، من التعدي، والظلم، والعدوان، والنهب، والسرقة، وغيرها من المظالم المآلية والحالية، لكل من لا ناصر له إلا الله، مع عدم مبالاة بما ورد في ذلك من الوعيد الشديد»(49).
وممن عانى تدريس البادية ودعوتهم إلى الله، ونشر العلم في أكنافهم، السيد العلامة علي بن أبي بكر المشهور باعلوي (ت 1402هـ) الذي سكن أحور معلماً وداعياً، وظهر من بعده بنوه فأكملوا مسيرته، واشتهر منهم السيد الداعية أبوبكر العدني بن علي المشهور، حفظه الله، وقد أفرد سيرة والده في مجلد مطبوع سماه «قبسات النور». ومنهم السيد العلامة مفتي البيضاء محمد بن عبدالله الهدار باعلوي (ت 1418هـ)، فقد أسس في البيضاء وفي قراها أربطةً ومعاهد، لا تزال قائمة إلى اليوم، يرعاها بنوه، وقد أفرد سيرته أيضاً ابنه السيد العلامة، وكيل وزارة الأوقاف باليمن، حسين بن محمد، في مجلدين، بعنوان «هداية الأخيار»، وهو مطبوع أيضاً.
الدعوة في شرق آسيا:
ففي الهند: كان للعلامة السيد شيخ بن محمد الجفري باعلوي (ت 1222هـ) دعوة عظيمة، وانتشار كبير في جنوب الهند، في أرض المليبار، ولا يزال المسلمون الى يومنا هذا يذكرونه بالخير ويدعون له عقب الصلوات في المساجد والزوايا والتكايا، ولعل الأمر أكبر وأظهر وأشهر في جزيرة سيلان. كما كان للسيد العلامة عبدالله بن علوي العطاس باعلوي (ت 1334هـ) كانت له دعوة واسعة في كلكتا، وبلاد البنقال، وأرض بورما، وله هناك زوايا ومريدون الى الوقت الراهن(50).
وفي سيلان: اشتهر وظهر دور العلامة السيد شيخ الجفري، كما تقدم. والسيد العلامة أحمد بن عبدالله بافقيه (ت 1250 تقريباً)، والسيد العلامة علوي بن عبدالرحمن المشهور (ت 1342هـ)، وحفيده السيد الداعية المعمر أحمد بن أبي بكر بن علوي المشهور (ت 1420هـ). وللمزيد ينظر كتاب «إسهامات علماء حضرموت في نشر الإسلام وعلومه في الهند»، لكاتب هذا البحث.
وفي بلاد جاوة والملايو: الأمر أشهر وأعظم وأوسع، والكتابة فيه تحتاج الى مؤلفات، على أن من أشهر الدعاة هناك السادة الأشراف المعروفون تاريخياً بالأولياء التسعة، وهم من ذرية السيد الشريف عبدالملك بن علوي بن محمد صاحب مرباط باعلوي، المتوفى بأرض الهند منتصف القرن السابع الهجري تقريباً، وعرفت ذريته في الهند بآل عظمت خان، وكان منهم الدعاة والساسة والجنود، ثم دخلت ذريتهم وانتقلت الى جزر الهند الشرقية التي عرفت فيما بعد بإندونيسيا، أو أرخبيل الملايو، فكان لهم بها شهرة فائقة.
*يتبع السابع .
*للاطلاع على الجزء الخامس: اضغـــــــط هنـــا