لقد ثبت بالدم والدمار فشل اية رؤية تتجاوز موروث التاريخ وحقيقة ان القتل بالجغرافيا او عليها حقيقة قاتلة اثبت قصور وفشل روئ نخبوية عملت على قطيعة معها وعدم اكتراث بها كتجربة ما قبل الوحدة التي ماكانت تلك الحقيقة من ثوابتها والفشل ايضا عندما تعمل روئ وممارسات سياسية على انتقام من حقائق التاريخ والجغرافيا وتوظفهما لتسحق احداهما الاخرى وتتوهم انها بذلك تشكل جغرافيا وتاريخ جديدين وفقا لرؤاها واحلامها كما حاولت تجربة الوحدة / الاحتلال لكن البله والحمق ان نخب جنوبية تعيش ذات الوهم القاتل سواء كانت هذه النخب دينية الاتجاة رغبة في السلطة او دنيوية الطمع والمصالح لذات الرغبة وتسعى لمحاولة استنساخ كائن سياسي وحدوي قاتل في الجنوب مرة اخرى بفدرالية اقاليم او اقليمين بعد رؤيتها المباشرة لاثار ذلك الوهم الوحدوي وكارثيته في الجنوب ولم تضع في حساباتها تلك الحقيقة ان المقاومة انبعثت من نفس العمق الجغرافي التاريخي المغاير لاي صيغة وحدوية فانبعثت متغيرا جنوبيا برز عملاقا ماردا حين تضاءلت وتحجمت قامات الوهم السياسي والحزبي والعسكري والامني التي شكلت ثقافتها تلك الاوهام الوحدوية ولم تجد متسعا يدافع عنها في وهم الجغرافيا الوحدوية حين انفصلت تلك الجغرافيا بمساحتها وسكانها رغم اختلافها المذهبي من تحت أرجلهم كانفصال الزيت عن الماء ولاذت بالفرار قوى يجب ان تحمي الجنوب في اطار تلك الجغرافيا الوحدوية الواهمة مثلما تصدت للدفاع عن الشمال قواه .
ولان التاريخ والجغرافيا وموروثهما كانا حاضرين في الجنوب فقد برز من موروثهما المقاومة الوطنية الجنوبية التي تصدت لمشروع السحق الجغرافي التاريخي الوحدوي التي تدين به وتمارسه صنعاء بكل طيفها وطبقاتها السياسية سياسيا ودينيا وعرضت للعالم معرضا شامخا في الصمود والاثخان من دماء شهدائها وانين جرحاها وعذاب ومعاناة اسراها وثكل الامهات والزوجات واطفال رُسِم اليتم في عيونهم وخراب عمران كل ذلك كان معبرا عن قضية وطنية عادلة مؤسسة على عمق جغرافي وتاويخي وطني ضارب في التاريخ افرز هذه المقاومة.
الجنوب يتعثر ويتعرض لمحاولة الابتلاع والسحق عندما يتوهم الحالمون فيه انهم وصنعاء شيئا واحد مثال تجربة الوحدة في العصر الحديث او عندما تتعملق انانية الحكام ويضمر الوطن في في حساباتهم فيلجأون طلبا لعون يعتقدونه اخوي من صنعاء مثلما لجأ بعض الحكام الكثيريين لدعم الامام المتوكل اسماعيل العام 1643م فتحولت اخوة صنعاء احتلال .
اعتقد ان الحالتين تعطيان عبرة وعظة لنخب الجنوب وبالذات الرئيس عبدربه وحلمه الواهم باليمن الجديد الذي يبنيه بالادوات القديمة التي لم تستوعبه هذا الحلم يعرض الجنوب لسحق لن يتجاوز تجربتي الحلم والانانية السابقتين .
ان تلك المقاومة لم تكن بتلك البسالة من اجل الاقاليم او الفيدرالية هذه المقاومة الشعبية يصنعها البعض حزبيا وسياسيا ولن تحقق نصر الا بثمن سياسي ومالي لصانعيها لانها ولان ثقافة الحرب في الشمال تختلف عنها في الجنوب فثقافة الشمال تراها مقاولة عمل وفي الجنوب انجاز مهمة لان هذه المقاومة التي من اجل الاقاليم أخرجها حوار كان حلا لصراع تدوير مصالح السلطة والنفود بين اطراف دولة اليمن ، ولانهم لم يروا فيه اكثر من ذلك فقد قاوموا جميعهم مخرجاته وكانت القوة من اشكال هذه المقاومة فاخرجت اطراف وسيدت اخرى اذن فمقاومة الدفاع عن الاقاليم مصنوعة سياسيا وحزبيا وهي مقاومة تتأرجح بين استمرار الولاء والاذعان للظلم والجور التاريخي المفروض من صنعاء ومراكزها على بقية اقاليمها والرهان على ايجاد صيغة للتعايش والمصالحة معه كصيغة مؤتمر حرض ومصالحة الجمهورية والملكية او ان هذه المقاومة واقاليمها تقتنص الفرصة التاريخية التي قدمها التحالف العربي للانعتاق من ذلك الظلم لكن السيطرة الحزبية عليها ستمنعها ان تنتقل للدفاع عن الاقلمة وعلى كل حال سيدفع التحالف اثمان باهظة جدا لتخليق واستنبات هذه المقاومة ، هذا ان تمكن من ذلك ، ويجب ان يقيس التحالف شرف انتصار المقاومة الجنوبية وغيريتها وعدالة قضيتها وحجم إنجازها العسكري في عملية التحالف بمدى حجم الإنجازات في الشمال وقيمة الانجاز وحجمه ووقته واثمانه الباهظة مقارنة بالجنوب , ان الانتصار في الجنوب حققته المقاومة وكانت ضربات التحالف ذات قيمة كبرى لا ينكرها او يقلل منها الا جاحد لهذا النصر لكن الضربات ايضا كانت بقوة في الشمال اكثر مما في الجنوب ولم تحقق لو الحد الصئيل مما تحقق في الجنوب والمتغير اختلاف عقيدة المقاومتين فالجنوبية تقاتل لتحرير واستقلال وطن محتل ، ولم يكن يهمها كيف يراها الجوار والعالم حينها او ماذا تكسب سياسيا ماديا منه بينما المقاومة الشعبية اليمنية فمن اجل حلول سياسية وإثمان مالية وحزبية ، اما دولة الشرعية المهاجرة فهي الدولة القديمة المحتلة للجنوب جديدها شخص رئيس الجمهورية الذي لم تتحمل وجوده على قمتها هذا الرئيس جاء به صراع وعداء بين اجنحتها على مراكز السلطة والنفوذ ورغم ذلك فكلها عادت شخصه ومنصبه وشرعيته ليس الحوثي فقط ومازال الرئيس يعمل بادواتها التي انقسمت بين الالتحاق به للسيطرة عليه للحفاظ على جغرافية الوحدة القاتلة في الجنوب او البقاء في صنعاء لحراسة منبتها .
الرئيس منصور مطلوب منه صيغة يتقاطع فيها الجنوب مع وحدة الضرورة كما يسميها بعض المحسوبين عليه ، بندية للثورة الجنوبية ومقاومتها ويستوعب أدواتها ويتعامل مع شرعيتها كما هي ويقبل ايضا ان تستوعبه ليس كما يريد بان يفرض عليها كل شيئ او كما تحسب وتريد قوى محيطة به لتخليق وحماية مصالح لها في الجنوب فالقبول بوحدة الضرورة تتطلب اجراءات وصيغ الضرورة وليس العكس
ليس من اجراءات الضرورة.صيغة الادارة بالقرابة وليس منها الادارة بالمعرفة والولاءات التي تستند لموروث سياسي اقصائي منذ67م بل باستيعاب قوى ووجاهات اقصتها تلك التجربة لان تلك القوى الاقرب للصيغة الوطنية من القوى العابرة للوطنيات التي تترقب وليس من صيغ وإجراءات الضرورة صيغة الوتد والسلاسل ، هذا الوتد قد يكون الرئيس او مركز محيط به ، كانت الطريقة المثلى لعلي عبدالله صالح هذه الطريقة فشلت وفشلها الان حربا تأكل الاخضر واليابس وعملية قد فشلت لا يبعث الحياة فيها حليم مجرب
ليس من اجراءات الضرورة ان يكون المركز المحيط بالرئيس عائليا او قبليا او جهويا وهو بارز الان بشكل لا يشعر بالخجل حوله ولو انه مهني لهان الامر وهذا ماتخشاه المقاومة وكذا المناطقيات الفرعية التي تشكل الجنوب وما يبعث الخشية تصريحات لسياسيين مقربين للرئيس سياسيا ومناطقيا ، وموجودة الخشية خلف سطور استقالة قائد المنطقة الجنوبية واسباب الاستقالة التي ، ان صحت ، فقد كانت تنضح بالألم وتسعرّ المخاوف يؤكد تلك الخشية ما جرى للمقاومة من نكران رسمي مبطن من مؤسسات دولة الشرعية بشكل منظم في سائر محافظات الجنوب وهذا يؤكد الشكوك بتدخل رسمي منها او انها تركت للشماليين تحديد صيغة تعامل التحالف مع المقاومة في الجنوب في تحديد حجم التسليح ونوعيته والحرب في قمة دورتها بينما كانت الصيغة ازاء ما يسمونها مقاومة شعبية في الشمال تختلف وكذا الإهمال والتطفيش وعدم صرف المستحقات كل ذلك يؤكد ان هنالك جهد مؤسسي لشماليين او من قوى جنوبية تريد ان تكون هي الممثل الوحيد للجنوب ،وخرابنا في الجنوب في الممثل الوحيد، ولن يتأتى لها ذاك ، كما تعتقد ، الا بتفكيك المقاومة وتشتيتها وتمزيقها وهذا خطر كبير اذا ما ربطناه بالتصريح المنسوب للشخصية المقربة للرئيس حول الحامل الجنوبي الموحد لاندري ما هو؟ خاصة وهناك جهود جنوبية سابقة لانجاز هذا الحامل ولا اعتقد ان التصريح بشأنه بل ينظر للساحة الجنوبية من برج عاجي لايرى الاخرين حراكا ومقاومة الا لواحق سياسية له ان أرادت الحياة السياسية فلا سبيل لها الا الالتحاق بما يسميه حامل جامع لكن التصريح يؤكد انه حامل سياسي للرئيس لا يأخذ في الاعتبار المفردات الجنوبية وانه على طريقة المؤتمر الشعبي العام بما يؤكد ان الرئيس يسعى لاستنساخ الفشل والفساد وسيكون بالتأكيد مثل طريقة الجبهة القومية وحزبها الاشتراكي التي بدأت الاقصاء فاستقوى بين اجنحتها وكان اس خطيئتهما الغاء التعدد السياسي فحل مكانه تعدد جهوي وقبلي انتج صراعا دمويا كان الرئيس هادي من شهوده وحينها كان في الجنوب دولة ومؤسسات بقواها الخشنة والناعمة لكن اليوم ماذا يوجد؟ سيتحول التعدد الجهوي الى انقسامية سياسية وستغذيها قوى ترى الخطر عليها في قيام دولة وطنية في الجنوب .
ان التحليل والتقييم الموضوعي للجنوب بحراكه السلمي ومقاومته الباسلة يجب ربطهما بالهوية والهدف , وليتعظ الرئيس والتحالف ويدرسون بجد وضع الجنوب الحالي ومن جرب المجرب حلت به الندامة فالطفرة التاريخية لا تدق أبواب الشعوب وقتما تريد بل تاتي مرة في القرن من الزمان وقد لا تاتي
في العراق لم يحاول الامريكان استنساخ مسمى لثورة الاكراد ولم ينكروها او يهمشوها بل اعترفوا بها وتعاملوا معها و انتج ذلك الاعتراف وذلك التعامل استقرارا في كردستان فهل يعي التحالف العربي ذلك في الجنوب ؟؟؟ .