حقائق الحرب على الجنوب واهدافها .

 

مهما حملت الحروب من اهداف ومثل سامية فان جوهرها وحقيقتها على مر التاريخ ينحصر في ثلاث حقائق لخصها حكيم يوناني قائلا:

 

"ان الامم تحارب على ثلاث:

اما لخوف او لمصلحة ذاتية او لشرف وسيادة"

 

والشمال بزيديته وشافعيته حارب الجنوب ليس لضعف دينه وشوعيته عام٩٤م ولا يحاربه الان لتشدده وداعشيته لكنها حرب ليفرض في الجنوب الثلاث مهما كانت مثل الحرب وتسترها بالدين:

 

يحاربون الجنوب خوفا من استقلاله ويحاربونه ليهيمنوا على مقدارته ومصالحه ويستاثروا بها لمصلحتهم الذاتية ويحاربونه لينزعوا عن اهله سيادته وشرفه ويجعلونهم سخرة اذلاء لا سيادة لهم على انفسهم وبلادهم

 

لن ينكر جنوبي ان عاصفة الحزم افادت الجنوب وقللت من الدمار والابادة التي كان يمكن لصنعاء ممارستها في الجنوب بوحشية تتضاءل امامها وحشية الاسد ونظامه لكنها الحرب في جوهرها

لم تنطلق من اجل سواد عيوننا او من اجل مصالحنا بل لتمنع ان تحل الثلاث بدول تيقنت ان مشروع ايران وحلفائها بلا سقف ولا افق يحد اطماعه

 

بدأت العاصفة وكانها مع الجنوب لكن حقيقتها مع شرعية مبادرة وكل مدخلاتها ومخرجاتها لا مكان للجنوب فيها وكل ما تم باسمه كان ملحقا خارج سياقها وتزويرا لارادة الجنوب وشعبه .

 

عندما بدأت العاصفة كان الجنوب يعتقد ان الحوار قد قيم وحلل علاقة اكثر من خمسين عاما مع صنعاء وميز فيها بين باطني يجاهر بباطنيته وباطني عصبوية يخفيها تسترا بوطنية او قبلية او حزبية او اخوانية لكن يبدو ان التحالف امن الحيلة الاخوانية من مصر وابتلعها من اليمن فها هو التحالف يمد علي محسن بثلاث مائة طقم بعتادها وهو القادر على تجهيز جيش عرمرم لانه ببساطة كان شريكا لعفاش الذي اعلنت الامم المتحدة انه يملك ستين مليار دولار

 

بدأت العاصفة واتضح للعالم انها حرب بين الجنوب والشمال وكان اصدق شمالي يتعاطف مع الجنوب بلسانه اما سلاحه فيسفك دماء اهل الجنوب ومن خلال سير العمليات تبرز في الجنوب استراتيجية تؤكد ان الهدف اضعاف الكل في الجنوب الحراك ونزعته الاستقلاليه الوطنية وكذا الاطر والاحزاب الوطنية الجنوبية وكذا وجاهات القبائل الذي افضلهم حالا لم يستلم مانسبته٣% مما ناله الجنرال الاحمر الذي لم يبدا باي معركة في الشمال لا هو ولا حزبه الاصلاحي ولم تدافع فرقته ولا مليشيات حزبه التي فاقت سبعين الفا في صنعاء وحدها

بما نسبته ٥% من مقاومة خورمكسر ونقلوا معاركهم الى الجنوب التي يرغب الجنرال وحزبه ان يظل بيد الروافض الشماليين ولا يكون مستقلا بيد الانفصاليين السنة

 

من سير العمليات تبرز في الجنوب استراتيجية تؤكد ان الهدف اضعاف الكل في الجنوب لكن ليس واضحا هل هي استراتيجية التحالف ام انها استراتيجية الفلول واحزاب اليمننة التي تريد من عاصفة الحزم ان تكون حصان طروادة لاعادة انتاجها سلطويا وسياسيا,علما ان هذه الفلول قطعت كل صلتها بالجنوب وارتبطت لصنعاء بملفات يمكن لها ان تتمرد على خالقها ولا تتمرد على ماضيها ويمكن ملاحظة ذلك في تدميرمنازل الوجاهات والنشطاء الوطنيين الجنوبيين وعدم التعرض لمنازل الفلول مهما كانت عداوتهم للمشروع الحوثعفاشية بما يعني ان الهدف الظاهر حتى الان ان تصمد المقاومة الجنوبية لكن لا تحقق نصرا والتحالف يدرك ان المقاومة في هذه المعركة لا تملك الا الجغرافيا بينما كل عوامل نجاح المعارك من تفوق بشري منظم واسلحة دروع ومدفعية واسلحة متوسطه وفردية وقناصات٠٠٠الخ كل ذلك لمصلحة العدو فهل يعبر ذلك عن استراتيجية انهاك لكي يذعن الجنوب للتسوية في اطار مخرجات المبادرة .

 

ان كسر الحركة الوطنية الجنوبية وكسر الوجاهات السياسية والقبلية لن يصب في نجاح العملية السياسية للمبادرة ومشروع اليمننة بل انه لو تم فسيكون لصالح المنظمات المتطرفة التي سيساعد اطالة الحرب على انتشارها افقيا باعتبارها الاكثر تتظيما ونكاية ما سيلهب مشاعر الشباب والمراهقين , ان المستقبل للمقاومة وهناك حالات تاريخية حمت استقلال الاوطان.

 

فالتطهير العرقي الذي وقع بين اليونان وتركيا حدد حدود الدولتين وكذا الحال في البلقان نهاية القرن الماضي فما يجب ان تعد له المقاومة حربا لا تتوقف تأخذ البرئ بجريرة المجرم فمن قتل ابنائنا ليس الحوثي بل التعزي والابي والذماري والتهامي مارس قتلنا الشحات والمجنون والتاجر ورد الظلم بالظلم عدل .