الأنثى بطبيعتها تهوى دوما ما يلائم أنوثتها من طبخ وطرز وخياطة وحلاقة وغيرها، لكن ان تهوى حرفة الجزارة فتتولى ذبح الشاة وسلخها وتقطيعها بكل برودة فذاك ليس من السهل حتى لدى الذكور الذين ينفر اغلبهم من الذبيح والسليخ يوم عيد النحر....
فذلك السر وتلك الجرأة اكتشفناها لدى التلميدة خلفان حواء المدعوة حسينة، لا يتجاوز عمرها 17 سنة، تدرس بثانوية محمد الصديق بن يحي وسط مدينة البويرة، عشقت حرفة الجزارة مند ان كان عمرها 07 سنوات على خلفية ان جدها الراحل عمي رابح مارس هذه الحرفة منذ صغره إلى أن وافته المنية فتأثرت بجدها وعشقت هواية تقطيع اللحم والذبح والسلخ مهما كان حجم الشاة او البقرة، واصبح الكبار يستنجدون بحسينة في الأعراس وكل المناسبات فتتولى الذبح والسلخ والتقطيع واحيانا يتحول بيتها الى قبلة للزوار بحثا عن حسينة.
الشروق زارتها في محل أبيها الكائن بالسوق المغطاة بحي الإكوتيك وسط البويرة، حيث كانت الزيارة مفاجئة بعد ما سمعنا عنها الكثير فوجدناها منهمكة مع تقطيع لحم البقر لأحد الزبائن فسألناها عن عشقها لهذه الحرفة رغم انها طالبة بالثانوية، فكانت اجابتها ان هذا الأمر انغرس فيها مند نعومة اظافرها وستواصل ممارستها وهي جامعية او حتى ربة بيت وذلك حسب الظروف، وعن نظرة الناس إليها، قالت البرعمة حسينة، بالعكس الكل يحبها ويحترمها من زبائن وجيران والكل يحييها، لأنها مهنة شريفة، تقول حسينة، لتضيف انها لاتتعقد، بل تشعر بنوع بالعزة والافتخار، سألناها عن أمنيتها، فقالت الحصول على شهادة البكالوريا دون ان تنسى الوالدة التي شجعتها وحفزتها لمواصلة تقديم خدماتها لكل الزبائن وبالطبع مع تحياتها للوالد بلعمرى. وفي الأخير شكرت الشروق على الزيارة والاهتمام بالعنصر النسوي الذي تزامن وعيد الطفولة.
* وكالة الانباء الامازيغية