جنة المشترطين منازلهم

من يشترط ضرورة الإجماع على خروج أية مسيرة سلمية من ساحة العروض بخورمكسر الى أي مكان في عدن فهذا يعني بقاء الناس بساحة الاعتصام يتعفنوا داخل خيمهم حتى يوم القيامة. فمتى قد أجمع الجنوبيون على رأي واحد حتى يأتي من يشترط مثل هذا الشرط؟

ومن يطلب ضمانة بعدم تعرض المتظاهرين لإطلاق نار من أسطح المباني أومن فوق المدرعات من قبل العساكر فهو شخص مسطول لا يعرف ماذا يشترط. ومن يطلب ضمانة بأن لا تخرج مجموعة من شباب المتظاهرين عن خط المسيرة ليفعوا علم هنا أو هناك على أعمدة النور او أسوار المرافق الحكومية فهو شخص مزايد يطلب المستحيل وهو يعرف انه مستحيل ضبط ايقاع حركة وحماس عشرات الآلاف من المتظاهرين الموجوعين بمختلف درجات وعيهم وفهمهم , وهو بنفسه لا يستطيع ان يمرر هذا الشرط حتى على أولاده.

من يطلب هذا الضمانات وغيرها بحجة سلامة المتظاهرين فهو لا يعمل وسط ثورة شعبية بل يعمل في شركة تأمين صحي. فأفضل مكان لسلامة هؤلاء المشترطين هي الخيم الموجودة بالساحة ,ومن يريد السلامة أكثر فعليه ان يمكث بمنزله , فجنة المشترطين منازلهم ومن هناك بوسعهم أن يحدثونا عن التصعيد الثوري.

يا سادة يا كرام حين يخرج الواحد منا من منزله بعمية أسرته لا يضمن العودة بسلام هو واطفاله الى المنزل فكيف تطلبوا من الذين يقودون عشرات الآلاف ان يضمنوا لكم سلامة هذه الجموع؟!

ثم هل أصبح الخروج في مسيرة سلمية ضرب من ضروب الانتحار؟ وهل كل من سقط بالمسيرات من الشهداء طيلة السنوات الماضية كانوا قد ذهبوا الى التهلكة واصبحوا طائشين لا يستحقوا حتى الصلاة عليهم ؟ ثم من أين لكل محافظة جنوبية ساحة عروض ينكمشوا داخلها؟

نعم من يأمر الناس بالتوجه الى اقتحام المعسكرات ومراكز الشرط يعتبر انسان غير سوي ويجب محاسبته على تهوره واستخفافه بأروح الناس ودمائهم, أما الخروج بمسيرة سلمية في شارع عام فهو أقل فعل ثوري سلمي يمكن ان يقوم به ثائر يتحدث عن التصعيد الثوري السلمي ,وشتان بين الأثنين.!

التحرك الى مدينة (المعلى) التي ظلت فيها الجماهير الجنوبية معتصمة قرابة سنة ونصف ليس تحركا انتحاريا الى المهلكة كما صور الأمر بعض المساطيل, فليست المعلى منطقة نووية الاقتراب منها يعني الذهاب الى المحرقة.

فعلا كم القتلة محظوظين بمثل هؤلاء المشترطين.