تبدأ جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس التوافد والصعود إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية اتباعاً لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، قبل التوجه غداً الجمعة إلى مشعر عرفات، ليوم الوقفة الكبرى، وسط تكامل في الخدمات والإمكانات التي أعدتها مختلف الجهات المعنية بشؤون الحج والحجاج في حين قام رئيس مكتب شؤون حجاج الدولة محمد عبيد المزروعي بجولة تفقدية أخيرة أمس وقبل بدء تصعيد الحجاج إلى المخيمات بمشعري منى وعرفة بساعات، للاطمئنان على آخر استعدادات استقبال الحجاج مع اكتمال وصولهم، وعددهم 4982 حاجاً، لبدء المناسك.
وأكد المزروعي أنه اطمئن خلال جولته على اكتمال كل الاستعدادات والتجهيزات اللازمة بالمخيمات ولدى الحملات لاستقبال حجاج الدولة اليوم «الخميس» لقضاء يوم التروية بمنى مشيراً إلى أن جميع اللجان بالمكتب انتهت من استعداداتها وتم إجراء تدريبات عملية على مهام كل لجنة، وتم التعاقد مع شركة أمن سعودية لتوريد 90 فرد أمن للقيام بتأمين المخيمات في المشاعر المقدسة، بالتعاون مع أعضاء اللجنة الأمنية وجمعية كشافة الإمارات وكذلك تم الانتهاء من تجهيزات العيادات الثابتة في مواقعها بالمخيمات وتشكيل الفرق الطبية المتنقلة.
ووقفت «البيان» من خلال جولاتها على الاستعدادات المكثّفة والإمكانات التي أعدتها مختلف أجهزة الدولة لخدمة الحجاج، إذ تمّت صيانة وتجهيز شبكة من الطرق الحديثة والأنفاق والجسور المصمّمة على أحدث المواصفات العالية والمزودة بكل وسائل السلامة واللوحات الإرشادية، لتسهيل وصول الحجاج إلى مواقعهم بمشعر منى، فضلاً عن تخصيص عدد من الطرق الخاصة بالمشاة التي تمّ تظليلها وتهيئتها بالخدمات اللازمة، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، الرامية إلى تسخير جل الإمكانات والخدمات أمام وفود الرحمن، ليتمكنوا من أداء المناسك والشعائر بكل يسر وسهولة، وفي جو مفعم بالأمن والإيمان.
مدينة عصرية
ويستقبل «المشعر الأبيض» (نسبة إلى لون عشرات آلاف الخيام البيضاء التي تغطي المكان) اليوم وفود حجاج بيت الله الحرام لقضاء يوم التروية، استعداداً للنفرة إلى مشعر عرفات مع شروق شمس الغد.
واعتباراً من بعد ظهر اليوم، تتحوّل منى الخالية على مدار العام اليوم إلى أكبر مدينة عصرية نابضة بالحياة، لما توافر بها من خدمات تضاهي المدن العالمية لخدمة الحجاج وراحتهم، إذ أُنفق على هذا المشعر أكثر من 20 مليار ريال لقضاء أيام التشريق.
وشهد مشعر منى أكبر توسعة لجسر الجمرات الذي يتكوّن من خمسة طوابق لتسهيل رمي الجمرات، وأكبر خزان للمياه في منطقة الشرق الأوسط بطاقة مليون متر مكعب، ومخيمات لسكن الحجاج ضد الحريق، وسبعة مستشفيات حجم طاقتها ما يقارب الثلاثة آلاف سرير، فضلاً عن عشرات المراكز الصحية والمنظومة الأمنية من الأمن العام والدفاع المدني.
جولة وزير
من جهته، كشف وكيل وزارة الحج لشؤون الحج والناطق الإعلامي باسم الوزارة حاتم قاضي أنّ وزير الحج قام بزيارات سرّية للتأكّد من جودة الخدمات في المشعر، مشيراً إلى أنّه «تمّت تهيئة أكثر من 145 ألف خيمة مجهزة ومفروشة، وأنّ 20 ألف حافلة تمّ فحصها وتجهيزها تقل على متنها 4.1 ملايين نقل تردّدي والنقل التقليدي إلى عرفات وفق منظومة متكاملة من الخدمات».
إعادة مخالفين
على صعيد آخر، أعلن الأمن العام السعودي إعادة 145 ألف حاج لا يحملون تصاريح الحج.
وأشارت المصادر المخوّلة بالحديث إلى الصحافة في الأمن العام إلى أنّه «تمّ حجز وإعادة أكثر من 51 ألف مركبة غير مصرح لها بدخول المشاعر المقدّسة، كما ضبط الأمن العام 40 مكتباً لحملات حج وهمية، وجرت إحالة المسؤولين عنها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام».
وقف توسعة
بدوره، أكّد المدير العام للدفاع المدني السعودي اللواء سليمان بن عبدالله العمرو إيقاف العمل في مشاريع توسعة الحرم المكي خلال فترة الحج، حفاظاً على سلامة الحجيج.
وقال سليمان بن عبدالله العمرو، في تصريحات صحافية أمس، عقب تفقّده وحدة الدفاع المدني الجديدة بباب الملك في الحرم، إنّ «الدفاع المدني طالب الجهات المعنية بالمشاريع التي يتم تنفيذها بالمنطقة المركزية في الحرم المكّي، بإيقاف العمل خلال الحج حفاظاً على سلامة الحجيج، والوقاية من كل الأخطار التي ترتبط بالأعمال الإنشائية بهذه المشاريع».
* البيان