صورة تعبيرية للبحث تحت مياة البحر عن كنوز مدفونة لسفن غارقة
تهتم بعثة أثرية في اليونان بدراسة سفينة غرقت قبل ألفي عام وعلى متنها كنوز أثرية وعلمية، وكان صيادون يونانيون عثروا في عام 1900 على حطام السفينة التي تحمل أقدم آلة مكتشفة لإجراء الحسابات الفلكية، في قاع البحر قبالة جزيرة يونانية تدعى انتيسيتير فحملت اسمها.
وكان للعثور على هذه الآلة أثر كبير في تغيير المعارف الحديثة عن مدى تطور العلوم القديمة، فقد تبين أنها أكثر تطوراً من كل الآلات المعروفة المصممة بعد ذلك بألف عام.
ويبدأ اليوم فريق من الخبراء الدوليين المزودين بأجهزة متطورة، البحث في ذلك الموقع نفسه، بين جزيرة بيلوبونيز وجزيرة كريت، أملاً في العثور على اكتشافات جديدة.
ويحظى فريق علماء الآثار الغطاسين بالقدرة على الغطس إلى 300 متر والبقاء هناك ساعات طويلة، بما يتيح لهم الاستغراق في مهمتهم، والقيام بتقينات البحث الأثري تماماً كما يفعلون في المواقع الأثرية على اليابسة، من حفر وتنقيب وأخذ عينات.
ويأمل عالم الفيزياء يانيس بيتساكس الذي عمل على فك رموز آلة الحسابات الفضائية، في العثور على أجزاء أخرى لم يعثر عليها الصيادون من هذا النظام التقني الضارب في القدم والمصمم لمحاكاة حركة الكواكب.
وهذه المهمة ليست الأولى من نوعها في هذا الموقع، وإن كانت تختلف عن سابقاتها بالتجهيزات المتطورة المساعدة في أعمال البحث والتنقيب، لكن عمليتي بحث سبق أن نفذتا في الموقع لم تكونا كافيتين لمسحه بالكامل.
ويقول ديميتريس كوركوميليس عالم الآثار تحت البحار المشارك في المهمة «لم نستطع التعمق في المهمتين السابقتين لأننا كنا ما إن ننزل بضعة أمتار حتى نصبح قليلي الكفاءة».
وأسفرت مهمات الغطس الأثري السابقة عن إخراج مئات القطع الأثرية من حطام السفينة، منها تماثيل برونزية ورخامية وجدت مكانها للعرض في متاحف أثينا.
لكن، وبحسب ديميتريس كوركوميليس، تبقى هناك العشرات من القطع، إذ إن السفينة الغارقة يبدو أنها كانت سفينة شحن تنقل مقتنيات ثمينة لأثرياء رومان.
وأظهرت عمليات مسح تمهيدية جرت في العامين 2012 و2013 وجود مؤشرات على أن البحث في هذا الموقع سيكون واعداً.
(أثينا - ا ف ب)