مورتن ستورم ..عميل استخباراتي يحكي قصته مع القاعدة .. درس اللغة العربية والدين في مدرسة دينية متطرفة في اليمن

2014-09-17 06:29
مورتن ستورم ..عميل استخباراتي يحكي قصته مع القاعدة .. درس اللغة العربية والدين في مدرسة دينية متطرفة في اليمن
شبوة برس - متابعات

 

لخص الكاتب جايسون بريك ما جاء في كتاب العميل مورتن ستورم: “حياتي داخل تنظيم القاعدة” بقوله: “مورتن ستورم هو راكب الدراجة النارية الأوروبي السابق، والإسلامي المتشدد، وأحد المقربين لتنظيم القاعدة، والجاسوس، والمخبر… هو باختصار مزيج غير عادي”.

 

نشأ ستورم في ظروف صعبة بين الطبقة العاملة في بلدة دنماركية ساحلية. وترك والده -مدمن الكحوليات- بالمنزل، وكان زوج والدته يضربه، وارتكب أول عملية سطو مسلح له في سن الـ 13. وتلا ذلك طرده المتكرر، من المدارس الخاصة ومن مهنته الواعدة كملاكم بسبب عدم الانضباط.

 

وهو في منتصف سن المراهقة، تورط في عصابات الشوارع المحلية التي كانت تتكون أساسًا من الفلسطينيين المحليين والأتراك والمهاجرين الإيرانييين. قال ستورم: “لقد انجذبت لهم. وشعرت وكأنني غريب في كورسور ودائمًا ما كنت أصنف من المستضعفين”، خلال حديثه عن عِقد من الزمان أو أكثر أمضاه داخل الجماعات المسلمة السنية المتشددة المسلحة ووحدة مكافحة الإرهاب الحكومية في نفس الوقت.

 

ثم تطور ستورم إلى العصابة الراكبة للدراجات النارية، ومارسَ الكثير من العنف والجنس وتعاطى المخدرات. وفي سن الـ 21، في عام 1997، وجد سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في المكتبة المحلية، ووجد في كرامة وبساطة حياة النبي محمد ما ينشده، مثلما وجده في قصة قتاله الأعداء من أجل قضية؛ كما جلبت القضية معها شعورًا بالتضامن والولاء.

 

وأعلن ستورم إسلامه وتمتع بصداقة المسلمين الآخرين في الحي، لكن أحدًا منهم لم يأخذ الدين على محمل الجدّ أو يعرف الكثير من تعاليمه، بل احتفلوا بإسلامه عن طريق الإفراط في شرب الكحوليات.

 

ودخل ستورم السجن، وتعرّض للمسلمين الأكثر تطرفًا وصرامة لكثير وراء القضبان، وتعمق ستورم في العقيدة الإسلامية وتغير تصوره للعالم ما وراء الدنمارك. ثم هربَ إلى لندن لتجنب غضب أعضاء عصابته السابقة، وانتهى به الأمر في مسجد ريجنت بارك؛ ثم عرضت عليه منحة دراسية تمولها السعودية لدراسة اللغة العربية والدين في مدرسة دينية متطرفة في اليمن، وقَبِلَها. وكانت هذه الرحلة الأولى إلى الشرق الأوسط البداية الحقيقية لرحلته الاستثنائية خلال 15 عامًا من التطرف في بريطانيا والدنمارك واليمن.

 

بعد تعلّم اللغة العربية وتعاليم بعض المفكرين الإسلاميين المعاصرين الأكثر محافظة، تركت ستورم اليمن إلى المملكة المتحدة. وكان هذا في نهاية التسعينيات حيث كانت لندن موطنًا لكثير من المتطرفين في المنفى الذين يدعون إلى العنف في الخارج. وسرعان ما وجد الدنماركي أصدقاءً جددًا، وذهب بعضهم إلى ارتكاب أعمال إرهابية، كما أمضى وقتًا مع عمر بكري محمد فستق، زعيم جماعة “المهاجرون”.

 

كان من أبرز الشخصيات والأكثر محورية في حياة ستورم في تلك الفترة، هو أنور العولقي، وهو رجل دين متشدد أمريكي المولد من أصول يمنيّة الذي اعتبر في نهاية المطاف يشكّل ثاني أكبر تهديد للأمن الغربي بعد أسامة بن لادن. العولقي، وهو نجل شخصية بارزة في قبيلة محلية رئيسة، دعا ستورم لتناول العشاء عندما عاد الدنماركي الشاب مرة أخرى إلى اليمن في مطلع عام 2006، وأُعجب به بشكل كبير.

 

لكن مع ذلك، بدأ ستورم في الشك في الرسالة. واضطرب بسبب ما اعتبره تناقضًا داخل الإسلام حول مسألة الإرادة الحرة والأقدار. ولكن أكبر مشكلة بالنسبة له كانت في أعمال العنف العشوائي للحركة. وقال: “بدأت إعادة النظر في بعض المبررات لقتل وتشويه المدنيين، واعتقدت أنه إذا كانت هذه خطة من قدر الله المحتم، فأنا الآن لا أريد ان أكون جزءًا منها. وكانت خسارتي للإيمان مخيفة كما كانت مفاجئة”.

 

كان كلٌّ من جهاز الأمن البريطاني (MI5)، وجهاز المخابرات الدنماركية، قد حاول سابقًا تجنيد ستورم من دون نجاح. ولكن بعد أن تنكر له فريقه السابق “الأخوة”، قرّر ستورم العمل كجاسوس معتمد لوكالات الاستخبارات الغربية البريطانية والدنماركية وحتى السي آي إيه الأمريكية، حيث صار ستورم يلتقي ممثلي تلك الهيئات في الفنادق الفخمة ويسجل لهم الرسائل عن طريق الآي فون الخاص به.

 

لكنّ علاقته مع جميع وكالات الاستخبارات ضعفت في نهاية المطاف بعد اتهام وكالة الاستخبارات المركزية بقتل العولقي الذي دمرت سيارته بصاروخ أطلق من طائرة بدون طيار في سبتمبر 2011. ويدعي ستورم أن الأمريكيين استدلوا على هدفهم باستخدام محرك أقراص محمول أعطاه هو إلى العولقي. ونفت وكالة المخابرات المركزية هذا وخسر ستورم وعدًا بمكافأة تبلغ 5 مليون دولار. وكان قد اختلف مع MI5 وMI6 قبل فترة طويلة، وذلك جزئيًّا بسبب أنهم اشتبهوا في تورطه في محاولة اغتيال، وهو أمر يحظره القانون البريطاني. كما انتهت علاقته مع جهاز الاستخبارات الدنماركي.

 

ويصرّ ستورم مرارًا وتكرارًا على أنه قام بأعمال العنف المتطرفة من قبل “السعي للقتال من أجل المستضعفين”. ولكن ربما كان على نفس القدر من الأهمية، يرغب في أن يكون واحدًا من فريق، أن يكون محبوبًا، بل وحتى أن يعجب به رجال العصابات، والمسلحون في المملكة المتحدة، والشبكات المتشددة في شبه الجزيرة العربية والأجهزة الأمنية.

 

* المصدر : الجارديان -

  منقول عن التقرير