#الوجه_الآخر_للوكيلة_الهاربة

2025-12-24 07:24

 

> كتبت: «تأدبوا»، فعاتبني بعضهم، وعلقوا: «حرية الرأي مكفولة للجميع، ولستم أنتم من يكمم أفواه الآخرين».

> يضطروننا إلى الالتفات خلفنا، وفتح دفاترهم، ونبش مواقفهم، وكشف أقنعتهم المزيفة، وسيرتهم المخجلة.

> القضايا المصيرية، التي وقودها دم وتضحيات الشعوب، وتولد من رماد الحروب، وطغيان الأنظمة وجرائمها، ومعاناة البسطاء، وجراحهم وقهرهم وآلامهم وصبرهم وأحلامهم، هي قضايا حساسة لها حرمتها وكرامتها، وليس من العدالة أن نمط شفاهنا ونقول ببساطة: «مجرد حرية رأي».

> الرأي حين يُبنى على فكر حر وإيمان بقضية عادلة، يحترم وإن اختلفنا معه.

> أما حين يكون منهجه مسيسًا، وتقوده أيديولوجيا حزبية، ونظرة دونية مقدسة، ومحشوًّا بالانتهازية ورائحة حقد كريهة، فإنه يتحول إلى كلمة مأجورة، ووطنية للإعاشة.

> الوزير البكري ونائبه الوجيه «تعامسا» على بيان الخليفي، بينما الوكيلة قفزت ومن موقعها رفضت! عليكم أن تسألوها: أين موقعها هذا؟ وعن محل إقامتها؟ وماذا كانت، وأين أصبحت؟

> أكثرنا يقفون على أرصفة البطالة، بينما جعلوا من مصورة هاربة وكيلة وزارة في عدن، كرسياً لم يكن يراودها في عز سلطتهم، ولا حتى في أجمل أحلامها!

> لم نر مقاومتهم، لكننا رأيناهم يمرون من عدن، وكيف فصلوا لهم وظائف أنيقة وكراسي قيادية، وقطعوا لهم تذاكر السفر إلى كل مكان، وقد أُمنت لهم الإعاشة وحياة كريمة.

> لا تسألونا عن حرية لا يملكونها، ولا عن احترام مواقف فارغة! فأين كانت حريتهم حين أُجبروا على هجرة مناطقهم، واختاروا الصمت؟

> ليس كل ابتسامة بريئة، وكان عليكم أن تنصحوها، ونعتقد أن الصمت لأمثالها شرف، وعيال الناس لا ينكرون الجميل.

> اقرؤوا رسالة نائب وزير الخارجية مصطفى النعمان، الذي هو الآخر مر هاربًا من عدن، لتعرفوا وجههم الآخر، إلا إذا كنتم تعتقدون أن كلامه حرية رأي أيضًا.

> الرصاصة التي كان من المفترض أن يُطلقوها على من اضطهدهم وشردهم، يحتفظون بها في جيوبهم، وينتظرون الفرصة ليطلقوها على صدورنا!

> لا نعمم الإساءة، لكن على بعضهم أن يتأدبوا ويحترموا تضحياتنا، وحينها سنحترمهم.

 

* ياسر محمد الأعسم / عدن 2025/12/23