تقرير خاص لـ "شبوة برس
لطالما اتسمت السياسات الغربية في تعاملها مع قضايا الشرق الأوسط بنفاق صارخ وازدواجية معايير لا حدود لها، حيث يتجلى تناقضهم الفاضح في تتبعهم "للبعرة" وتركهم "البعير". ففي الوقت الذي يتشدقون فيه بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، نراهم يمارسون انتقائية واضحة في تعاطيهم مع الأحداث حسب مصالحهم الضيقة وأجنداتهم السياسية.
ازدواجية المعايير في الممارسة العملية
تظهر هذه الازدواجية جلية في تعامل الدول الغربية مع الصراعات في المنطقة. فهم يدينون انتهاكات حقوق الإنسان في دول معينة بينما يتغاضون عن انتهاكات أشد فظاعة في دول أخرى حليفة لهم. يعلنون رفضهم للعنف إلا حينما يخدم العنف مصالحهم الإستراتيجية. ينتقدون تدخلات خارجية في شؤون الدول بينما هم أنفسهم يتدخلون بشكل سافر حينما يتعلق الأمر بمصالحهم.
انتقائية الاهتمام الإعلامي
الإعلام الغربي، بدوره، يلعب دوراً محورياً في تعزيز هذه الازدواجية. فهو يسلط الأضواء بشكل انتقائي على أحداث تخدم السردية التي يريدونها، ويتجاهل أخرى لا تتناسب مع روايتهم. تصور بعض الصراعات على أنها "نضالات من أجل الحرية" بينما توصف صراعات مشابهة بأنها "أعمال إرهابية"، وفقاً لما يخدم المصالح الغربية.
تضليل الرأي العام
تعمل الآلة الإعلامية والسياسية الغربية على تضليل الرأي العام داخلياً وخارجياً، مقدمة صورة مشوهة عن واقع المنطقة. فهم يبررون عدوانهم تحت شعارات براقة مثل "نشر الديمقراطية" و"حماية المدنيين"، بينما الواقع يشهد على دعمهم لأنظمة استبدادية حينما تخدم مصالحهم، وتدميرهم لدول بأكملها حينما تعترض مسارهم.
خاتمة
إن النفاق الغربي في تعامله مع قضايا الشرق الأوسط لم يعد خافياً على أحد. لقد بات من الواضح أن المبادئ التي يتغنون بها مجرد شعارات جوفاء يلوون عنقها whenever تتعارض مع مصالحهم. وما حديثهم عن حقوق الإنسان والقيم الديمقراطية إلا غطاء لأجندات استعمارية جديدة تهدف إلى الهيمنة ونهب الثروات.
فهم حقاً يتتبعون "البعرة" من الانتهاكات حينما تناسبهم، ويتغاضون عن "البعير" من الجرائم حينما تقترفها حكومات موالية لهم. وهي سياسة لن تنجح في خداع شعوب المنطقة التي أدركت حقيقة هذه الأجندات المزدوجة، وستواصل نضالها من أجل تقرير مصيرها بعيداً عن الوصاية الغربية المنافقة.