الأوضاع في عدن لم تعد تسر عدواً ولا حبيباً، الانهيار المتسارع في مختلف مناحي الحياة لم يعد مجرد أزمات متفرقة، بل غدا واقعاً دائماً يعيشه المواطن الجنوبي كل يوم...كهرباء معدومة، مياه شحيحة، خدمات غائبة، وأمن هش تحكمه المصالح لا القوانين.
في وقت كان فيه المواطن الجنوبي ينتظر بزوغ فجر جديد بعد سنوات من النضال والمعاناة، اصطدم بواقع أشد قسوة....واقع تسوده الفوضى، وتغيب عنه أبجديات الحكم الرشيد. والمأساة الأكبر؟ لا مؤشرات حقيقية حتى اللحظة تنبئ بوجود نية صادقة لوقف هذا الانحدار المرعب.
السلطات تتقاذف المسؤوليات، التحالف غارق في أجنداته، والشرعية الغائبة لا تزال رهينة لمصالح متضاربة....وبين هذا وذاك، يتحمل المواطن وحده عبء الفشل السياسي والإداري.
الكل يتحدث عن الجنوب، لكن لا أحد يعمل لأجله فعلاً،
الناس لم تعد بحاجة إلى شعارات مستهلكة وخطابات منمّقة، بل إلى قرارات شجاعة تنقذ ما تبقى. الناس تريد تغييراً حقيقياً، جذرياً، يطال كل مفاصل الدولة ويعيد بناءها على أسس جديدة.
الترميم لم يعد يجدي، والتخدير الإعلامي لم يعد ينطلي على أحد. الشعب يريد تغيير البلاد....لا ترقيع الخراب، وكل دقيقة تمر بلا تحرك فعلي، تقرّبنا أكثر من نقطة اللاعودة.
عدن، التي كانت يوماً مدينة السلام والانفتاح، أصبحت اليوم أسيرة لليأس والتجاذبات العبثية، فإلى متى تبقى معلّقة بين وعود بلا تنفيذ، وواقع يزداد قتامة!؟
إن لم يملك المسؤولون اليوم شجاعة المواجهة والمكاشفة، فليتنحوا، لأن الشعب، وإن صبر، لن يصمت إلى الأبد..!!
وفي الختام، وفاءً لشهدائنا الأبرار...بوصلة تحرير الجنوب يجب أن تعود إلى مسارها، ويبقى الجنوب كما عهدناه: حراً، أبياً، شامخاً لا ينكسر.
✍️ ناصر العبيدي