*- شبوة برس - أبو مصعب عبدالله اليافعي
هل عدن بوجه خاص، والمناطق التي يدّعون زورًا وبهتانًا أنها محررة؟ وهذا يعكس تزوير الواقع، فلا هناك عدن آمنة وشعبها، ولا هناك مناطق محررة.
فهم جميعًا تحت سطوة سلطة فاسدة تعبث بهم أشد العبث والقهر والظلم، وجعلت منهم أناسًا يتضورون جوعًا ومعاناة وتسولًا، فلم تقم بواجباتها الدستورية لتوفير لقمة العيش الكريمة من جانب، وكذلك الخدمات الضرورية للمعيشة السوية والآدمية من كهرباء وماء ورواتب، وهي أبسط حقوق المواطن في أي بلد بالعالم.
إذًا، ما هي مسؤولية هذه السلطة تجاه المواطنين الذين تُمارس عليهم الحكم والاستبداد دون تقديم أي مطالب لهم؟!
هؤلاء الذين أصبح أكثر من خمسين في المئة منهم يحدثون أنفسهم من كثرة الضغط الذي حلّ بهم، ولا يوجد بصيص أمل في التعافي من الوضعية التي فُرضت عليهم، دون أي ذنب ارتكبوه، سوى أن الله خلقهم في هذه البقعة من العالم الحر.
وهنا عليّ أن أطرح سؤالًا في غاية الأهمية:
لماذا لا تُشكّل فئة المحامين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني فريقًا من الأكفاء ويصيغوا مذكرة شكوى، يخاطبون بها العالم الخارجي، ويشرحون من خلالها معاناة شعب الجنوب بشكل عام، وعدن بشكل خاص؟
فيرفعوا قضية رأي عام في المحافل الدولية، موضحين من خلالها كل الأسباب بجميع أشكالها ضد السلطة الفاسدة التي تحكم الوطن، وأيضًا ضد التحالف العربي الذي أوصلنا إلى ما نحن فيه من قهر وضنك عيش لشعب منكوب قد يصل إلى حافة الهاوية والمجاعة.
فهنا أصبحت الكرة في ملعب المحامين والحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني، حتى تُنصفوا هذا المواطن مما هو عليه. فعليكم أن تقوموا بدوركم الوطني الآن، حتى تُعيدوا البسمة والثقة لهذا الشعب الذي أنهكوه داخليًا وخارجيًا.
فالآن دوركم أن تكشفوا هذه السلطة للعالم وما تقوم به على الوطن والمواطن.
فهلمّوا أيها الحقوقيون، والعبوا دوركم لإنقاذ الوطن والمواطن، فهم متعشمون فيكم الخير، كل الخير.
وعليه، أنتم الأمل الوحيد لإنقاذ الشعب من هذه المهزلة غير الإنسانية، في عبث العابثين تجاه المواطنين المغلوب على أمرهم، من أناس تجردت الرحمة من قلوبهم وأصبحوا أكثر ظلمًا وخلوًا من الضمير، لا كمسؤولين ولا كبشر.
وعليه، نأمل منكم – أيها المحامون والحقوقيون والمجتمع المدني – أن تعملوا على فضحهم على مستوى الرأي العالمي، حتى يعلم الخارج ما نحن عليه من بؤس وقهر وظلم ليس له مثيل على وجه الأرض.
والله من وراء القصد