حضرموت جنوبية وستظل.. ولن تنحني للمؤامرات

2025-04-25 06:23
حضرموت جنوبية وستظل.. ولن تنحني للمؤامرات
شبوه برس - خـاص - المكلا

 

*- شبوة برس - محمد عبدالله المارم 

في زمن تتكاثر فيه المؤامرات وتتشابك خيوط الخداع، تخرج علينا من جحور الظلام تلك القوى المتربصة بقضية شعب الجنوب، تارة بوجه الوحدة الزائف، وتارة بأقنعة النصح الزائفة، ظنًا منها أن ذاكرة هذا الشعب المثقل بالخذلان قد تخونه، أو أن عزيمته التي صقلتها السنوات القاسية قد تهتز. لكن الجنوب اليوم ليس جنوب الأمس، فالصوت ارتفع، والهوية ترسخت، والإرادة اشتدت، ولم يعد هناك متسع للتلاعب أو الالتفاف على مشروع واضح كالشمس: استعادة الدولة الجنوبية، بكل ما تحمله من كرامة وسيادة وقرار.

 

تحاول القوى المعادية التي تسعى لإبقاء حضرموت رهينة تحت نفوذها، بث الفوضى وخلخلة الصف الحضرمي عبر محاولات يائسة لا تتعدى كونها زوابع في فنجان، تهدف لتشويه المجلس الانتقالي الجنوبي، وعرقلة مشروعه الوطني الجامع. كلما سقطت لهم ورقة، أخرجوا أخرى، بوجه مختلف ومسمى جديد، لكنها في حقيقتها امتداد لسلسلة طويلة من الفشل، والتآمر، والارتهان.

 

المكلا، حاضرة الجنوب الكبرى، تستعد هذه الأيام لفعالية غير مسبوقة، مليونية حضرمية خالصة، لا دخيل فيها ولا دخان مشبوه. المكلا اليوم تكتسي بالعلم الجنوبي، وتتهيأ لاستقبال أبناء حضرموت من كل شبر، ليقولوا كلمتهم مجددًا: حضرموت جنوبية، والنخبة خط أحمر.

 

رسالة الفعالية هذه المرة ستبلغ مداها، وستُسمع في الداخل والخارج، لأن الصوت هذه المرة هو صوت الحقيقة المجردة، صوت الأغلبية، صوت الأرض التي رفضت الذل، وقالت كفى لعبًا على الحبال. هذه المليونية المرتقبة هي بمثابة تجديد العهد، وإعادة التأكيد أن لا مكان لقوى 1994، ولا لفلول الهيمنة القديمة، ولا لمن جاءنا على ظهر دبابة ويريد أن يتسلل اليوم على هيئة مصلح أو خائف.

 

لقد شهدت حضرموت في الأعوام الماضية محطات نضالية عظيمة، أبرزها مليونية الهوية الجنوبية في 14 أكتوبر 2024، التي هزت أوهام الاحتلال، وأربكت حسابات خصوم الجنوب. لكن بعضهم لا يزال يظن أنه قادر على التمدد في الوادي، والعبث بالساحل، وخلخلة النخبة الحضرمية التي أثبتت قدرتها على حماية الأمن والاستقرار.

 

وفي ظل هذه التحديات، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي عن إقامة فعالية كبرى في 24 إبريل الجاري تحت عنوان "حضرموت أولًا"، والتي تتزامن مع الذكرى التاسعة لتحرير الساحل الحضرمي من تنظيم القاعدة، ليقول أبناء حضرموت كلمتهم بوضوح لا يقبل التأويل: نحن مع الجنوب، مع النخبة، مع الأمن، ومع المشروع الوطني الذي يمثله المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي.

 

هذه الفعالية ليست مجرد تظاهرة، بل هي استفتاء جديد، وضوء أخضر لقيادة الجنوب بأن تمضوا في طريق التحرير الكامل، وأن شعبكم من خلفكم، لا يساوم، ولا يلين، ولا يقبل بتكرار الماضي الكالح. ولمن يتساءل عن التوقيت، فالرد واضح: إنهم يخشون ساعة الصفر، ويحاولون تعطيلها بشتى الطرق، ولكن حين تحين، لن يُؤخرها شيء، وسينطلق التحرير الشامل للوادي الحضرمي وبقية أراضي الجنوب.

 

إلى أبناء حضرموت الأحرار، إلى شيوخها وشبابها ونسائها، إلى النخبة الحضرمية التي صنعت المجد: هبوا كما عهدناكم، وقولوا كلمتكم، واصنعوا الحدث كما صنعتم التاريخ. فالأوطان لا تبنى بالحياد، والحق لا يُنصر بالصمت، وهذه لحظة من لحظات الجنوب الفارقة، فكونوا على قدرها، ولتعلُ أصواتكم من المكلا إلى كل شبر في الجنوب: حضرموت جنوبية وستظل، والنخبة هي خط الدفاع الأول، والمجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي والوحيد لقضيتنا، ولن تنطلي علينا ألاعيب المتلونين.

 

ومن فشل في تحرير وطنه، لا يُعول عليه في تقرير مصيرنا.