إنّ الأحداث في سوريا، هي نتاج خطةٍ مشتركة نفذّها الثالوث المكوّن من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وتركيا.
*- شبوة برس – لينا الحسيني
واشنطن تتقن كيف صناعة إرهابيٍّ مثل أبو محمد الجولاني، الذي عرضت منذ عام 2013 مكافأة مالية قدرها 10 ملايين دولار لتسليمه، في الوقت الذي كانت تقوم بتدريب ودعم عشرات الجماعات المتطرفة ماديًا وماليًا..
هؤلاء، الذين ذبحوا عشرات الآلاف من السوريين والعراقيين، وحتى من الأميركيين والأوروبيين، تمّت إزالتهم من قوائم ومنظمات الإرهاب!
تتجسد مطامع الكيان الصهيوني والنظام التركي في احتلال الأراضي السّورية: التوغل التركي في شمال البلاد، والتوغل الصهيوني من المنطقة الجنوبية، حتى خارج هضبة الجولان، على بعد بضعة كيلومترات من مدينة دمشق.
أهداف الهجوم:
1- الاستيلاء على الأراضي السورية وتفتيتها وجعلها تحت حكم القوى الأجنبية المختلفة.
2- سعي الولايات المتحدة إلى تعزيز مكانتها في المنطقة...
3- ممارسة أقصى الضغوطات ضد إيران وروسيا، والقضاء على الوجود العسكري الروسي في كلٍ من قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية.
4- تعزيز الدعم الدائم للكيان الصهيوني، ودعمه لتحقيق هدفه التوسعي.
إنّ الصمت المتواطئ من جانب الأمم المتحدة، التي لا تطبق أي إجراء لوقف الأعمال العسكرية للنظام النازي الصهيوني الإسرائيلي، الذي ينتهك القانون الدولي، هو أمر غير مقبول ومعيب..
لتحقيق ذلك، تمّ استخدام الجماعات الإرهابية السلفيّة، مستفيدة في لحظةٍ من التشكيك في قدرة روسيا وإيران على دعم سوريا:
- سياسة العقوبات، والحرب التي نفذها التحالف بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والرئيس الأوكراني ضد روسيا.
- اغتيال قادة المقاومة في لبنان وفلسطين، بالإضافة إلى مستشارين إيرانيين رفيعي المستوى.
- الهجمات في أعماق الأراضي السورية وتردّد حكومة بشار الأسد، التي لم تقرّر قط فتح جبهة الجولان، الأمر الذي كان سيؤدي إلى تشتيت القوّات الصهيونية.
- تقارب الأسد مع بعض الدول العربية، خاصة السعودية، فضلاً عن سذاجة تصديق وعود الرئيس التركي المنافق، الذي يناصر الفلسطينيين في خطاباته، بينما يستمر في دعم النظام الصهيوني وامداده بالنّفط، وها هو اليوم يشارك في تفتيت سوريا.
لقد حذرت إيران الحكومة السورية من كل هذا، ومع ذلك فإن ما قامت به حكومة الأسد، كان الحد من العلاقات والوثيقة التي كانت تربطها بفيلق حرس الثورة الإسلامية. وعدم اتباع التوصيات الاستراتيجية التي قدمتها إيران للحكومة السورية وجيشها.
وقد أشار رئيس البرلمان الإيراني إلى أنه ”لو استمعت حكومة الأسد لتحذيراتنا ولم تهمل الحوار مع شعبها، لما شهدت أعمال الشغب والهجمات الإرهابية هذه. وأكد أنّ الشعب السوري اليوم لم يكن ليقف على حافة الفوضى الداخلية والحسابات الطائفية والإضرار بالمقدرات الوطنية..
هذا لا يعني عدم الاعتراف بالسلوك الشجاع للأسد مقارنة باستسلام غالبية الأنظمة العربية في المنطقة. لكن، النهاية كانت مأساوية: سقوط الحكومة، وهزيمة القوات المسلحة السورية وسط الصمت المذل للجامعة العربية. التشظي الحاصلة اليوم تؤكد صحة فرضية الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها الأسد وحكومته في المرحلة الأخيرة من إدارته.
من المؤلم للغاية أنه بعد 13 عاماً من الهجمات الإرهابية، ينتهي مقتل 600 ألف سوري، وتشريد تسعة ملايين شخص وخمسة ملايين لاجئ في دول العالم، خضعت سوريا اليوم لسلطة أولئك الذين دمروها...
اليوم أصبح الإرهابي قائد القوى التي هزمت الأسد، وسيكون على الأرجح مفيدًا لواشنطن والصهيونية، إلى أن يقرّروا القضاء عليه وإحياء الاتهامات الإرهابية... وقد أجرت شبكة CNN الإخبارية مقابلة مع الجولاني في إطار عملية التجميل هذه..
مقتطف من مقالٍ بعنوان ”فلسطين وسوريا تحت الّنار“ للكاتب والصحفي التشيلي بابلو جوفري.
#pablo_jofré_leal
#Siria
لينا الحسيني