الجنوب بين مطرقة المؤامرات وسندان المصالح الدولية

2024-12-04 07:03

 

حين تصبح لقمة العيش ورقة ضغط سياسي، وتتحول الخدمات الأساسية من حق أصيل إلى وسيلة ابتزاز دولي، فإن الأمر يتجاوز حدود العبث ليصل إلى مستوى المهزلة السياسية.

 

وقف مرتبات وخدمات شعب الجنوب، الذي كان ولا يزال الحليف الأكثر إخلاصًا في محاربة الإرهاب ودعم التحالف العربي، يُظهر حقيقة واضحة وهي أن العالم لا يكافئ الصادقين، بل يُعاقبهم!

 

وفي الوقت الذي تُصرف فيه المرتبات بانتظام في مناطق تخضع لسيطرة مليشيات الحوثي تلك الجماعة التي لا تخفي عداءها للعالم وتمارس الإرهاب دون خجل، نجد أن شعب الجنوب، الذي دافع عن قضاياه العادلة وقدم التضحيات الجسيمة، يُترك في مواجهة مصيره، بلا خدمات ولا حقوق.

 

العالم الذي يزعم محاربة الإرهاب ودعم الاستقرار يتجاهل كل القيم عندما يتعلق الأمر بمصالحه، بل أكثر من ذلك، يُطالب من شعب الجنوب بقبول أجندات مرفوضة ومخالفة لتطلعاته الوطنية، تحت تهديد سيف التجويع.

 

السؤال الذي يطرح نفسه.. لماذا يُكافأ الحوثي على الإرهاب، بينما يُعاقب الجنوب على نضاله ودعمه للتحالف؟

 

هل أصبحت المصالح السياسية اليوم تتطلب التضحية بمبادئ العدل؟

 

شعب الجنوب لن يركع أمام الابتزاز. صموده لن تهزه سياسات التجويع، ومسيرته النضالية لن تتوقف مهما حاولتم تكميم صوت الحقيقة.

 

الجنوب اليوم أكثر وعيًا من أي وقت مضى بالمؤامرات التي تُحاك ضده، وهو مستعد لمواجهة التحديات بشجاعة. فالدماء التي سالت على أرضه لا تُقدر بثمن، ولن تُساوم عليها أي قوة .

 

*- منير النقيب