قام المتخصصون من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا وجامعة الميكانيكا والبصريات، بتطوير مشبك إلكتروني بصري قصير الذاكرة، يتم التحكم فيه بواسطة إشارات ضوئية وكهربائية هجينة.
وحسب موقع "روسيا اليوم"، يعني ذلك أنهم ابتكروا جزءًا مجهريًّا اصطناعيًّا من الدماغ؛ مما جعل العلم أقرب إلى ابتكار عين اصطناعية مبصرة.
وقالت الخدمة الصحفية لمعهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا: إن الابتكار يحاكي إنتاج الخصائص المهمة لمشابك الدماغ، ويمكن أن يصبح مثلُ هذا الجهاز أساسًا لإنشاء عين اصطناعية وكذلك الأجهزة التي تقوم على مبدأ "الحوسبة" داخل أجهزة الاستشعار.
كيف ترى العين؟
يُذكر أن الكائنات الحية تدرك ما تراه على عدة مراحل، فتحدث أولًا عملية الكشف (الرؤية) عن طريق أجهزة الاستشعار في شبكية العين، ثم تنتقل الإشارة الضوئية عبر المشابك بالمعلومات إلى الخلايا في العصب البصري، والتي تولد نبضات للمعالجة لتعريف وإطلاق اسم على ما رأته العين؛ وذلك في القشرة البصرية للدماغ.
مشبك إلكتروني بصري قصير الذاكرة
وحسب علم الأحياء؛ فإن المشبك العصبي هو نقطة للاتصال بين خلايا الدماغ النشطة (الخلايا العصبية). وكما أثبت العلم، فإن هذه "الجسور" بين الخلايا العصبية مسؤولة عن الذاكرة، حتى يتعرف الشخص على ما تراه العين.
ويحاول المهندسون اليوم جعل أجهزة ممرستور (Memristors) - التي تتغير مقاومتها مع مرور الإشارات الكهربائية- تقوم بأداء دور المشابك العصبية الاصطناعية في نقل المعلومات.
وتَمكن الباحثون من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا وجامعة الميكانيكا والبصريات من ابتكار أجهزة ممرستور (Memristors) بذاكرة قصيرة المدى يتم التحكم فيها بواسطة إشارات هجينة كهربائية خفيفة.
ويمكن بمساعدتها الإنتاج المحلي للإلكترونيات الدقيقة، حتى مع المستوى التكنولوجي الحالي، ومن الممكن كذلك ضمان كثافة عالية في توزيع العناصر العصبية على الشريحة، كما هو الحال لدى نظيراتها الأجنبية الرائدة.
وقال أنطون هاناس كبير الباحثين في مختبر المواد الوظيفية والكيميائية في جامعة الميكانيكا والبصريات: "تمكنت أنا وزملائي من ابتكار مشبك اصطناعي إلكتروني بصري يعتمد على بلورات دقيقة وأقطاب كهربائية مصنوعة من أنابيب الكربون النانوية، والتي تُنَفذ كل هذه الوظائف في جهاز واحد".