منذ سنين انقطع عن الشراء 'لم تعد الاسعار تروق له.فهي منذ عقود منذ اليوم المشؤوم في ارتفاع مستمر.
حتى التجار غرباء وجدوا في مدينته سوقا بكرا.تجار نصابون.
لهذا ترك مهمة شراء محتاجات البيت لزوجته ثم لابنائه.
لم يسالهم كم ثمن هذه السلعة وبكم الأخرى ؟ حتى لايصطدم بسماع اسعار كانت ذات يوم أرخص الاسعار
أي نعم ارتفع راتبه مئة مرة عما كان عليه قبل التفريط في بلده.لكن راتبه كان 'حينها 'أعلى من راتب المحتلين!
مر سالمين مؤخرا مرة ببقالة كانت بالأمس تابعة للتعاونية الاستهلاكية 'وهو عائد من بيت صديقه' واليوم يملكها دحباشي _كما يسميه العامة _
توقف قليلا بتذكر عندما كان ياتي هنا لشراء راشن . توقف تعلقت عيناه بعلبة لبن مجفف ذات اللون الأبيض وتتخللها خطوط حمراء وباللون الأحمر مكتوب في وسطها بحروف انجليزية).DANO)توقف سالمين العامل السابق في مزرعة ابقار اللبن.يتأمل علبته المفقودة التي كان يبتاع منها في كل شهر اثنتين سعر الواحدة ثلاثون ريال تقريباً.وماعاد يقدر على شرائها إلا الاغنياء.
الآن بعد مضي ٣٤ عاما على المصيبة التي حلت ببلده ياترى كم سعرها.
سأل سالمين الدحباشي::(كم سعر علبة الدانو؟),
رد الدحباشي ب(ثلاثين ألف ريال ؟)
خيل لسالمين أنه قال له,ب:(ثلاثين ريال!) إذ لم تستوعب اذنيه الالف.
وخيل إليه أنه في تعاونيته الاستهلاكية 'سرعان ما اخرج من جيبه مئة ريال افترض أنها مئة شلن مدها لصاحب البقالة وهو يظن أن الزمان قد عاد به أو أنه يعيش فيه أصلاً ،(اقطع ٢٥شلن ,وهات بالباقي علبة زيت'ونص جونية دقيق!)
مد له الدحباشي بعلبة مما يسمونه طرزان وهو يقول ؛(علبة الدانو بثلاثبن ألف ريال ياحاج!)
ذهل الحاج ',فغر فاه مفزوعا مصدوما 'بالكاد وصل بيته وأحس بشيء يمزق صدره.ترنح وسقط ميتا.
سالم فرتوت
٢٨سبتمبر ٢٠٢٤