من أكثر معوقات بناء الدولة التعصب للهويات الفرعية. وجود هويات فرعية في أي بلد قد يعد ضروريا، لكن ينبغي ألا تطغى الهوية الفرعية على الهوية الرئيسية، وإن حدث ذلك سيؤدي إلى تقويض مفهوم الدولة.
تشهد البلدان التي تعاني من نمو العصبيات الضيقة حالة من عدم الاستقرار السياسي، وانعكاس ذلك علئ مجمل جوانب حياة الإنسان، واستشراء الجهل والفقر والمرض.
ما العلاقة بين الجهل والتعصب؟.
الجهل يؤدي بالضرورة إلئ التعصب الأعمى، عندما يصبح الانتماء للقبيلة والمنطقة أولى من الانتماء للوطن، نكون أمام معضلة حقيقية، فالقبيلة أو المنطقة صارت بديل للدولة، تؤدي هذه القناعات المترسخة مع مرور الوقت إلى سقوط الدولة وصعود القبيلة بديلا عنها. قد تحدث هذه الانتكاسات حتى في البلدان التي تشهد ثورات مسلحة، خصوصا الثورات التي تفتقر للرؤية الواضحة للتغيير، فكيف يمكن ان نتخلص من هذه العصبيات؟.
التغيير يأتي على نمطين من أعلى إلى أسفل، حيث يصعد إلى السلطة قادة واعيون لديهم مشروع تغيير واضح، وإدراك عن حجم التغيير وشكله ومتطلباته، ومن مآخذ هذا النمط، قد يصطدم هذا المشروع بتدني مستوى وعي الشارع المحلي ورفضه للتغيير، وقد يحدث التغيير من أسفل إلى أعلى أي من الشارع بعد إن يصل إلى درجة الوعي أو بعضه، فيهب لإزاحة السلطة الجاهلة، فيحدث التغيير المرجو، لكن قد يواجه هذا الطموح تعنت وبطش السلطة الحاكمة، ولجوأها لإشعال الحروب الأهلية، لذلك نقول يتعين إن يسير التغيير في اتجاهين متوازيين من أسفل إلى أعلى، ومن أعلى إلى أسفل، (شعب تواق للتغيير، وقادة عقلاء من أوساط هذا الشعب بوجودهم يُصنع الجديد).