من تجربة الدخول المتسرع في مشروع الوحدة مع الشمال يجب أن نناقش كيف يجب أن نكون في الجنوب بعد استعادته؟
إن ترحيل مشاكلنا إلى مابعد سيكون الخطأ القاتل وكما يقال " القشة التي قصمت ظهر البعير"، لابد أن نرتب وضعنا في حال استطعنا استعادة استقلال الجنوب، وقرأت كلمة قالها الزبيري عندما قيل له ماذا ستعملون بعد الخلاص من الإمام قال لا داعي للتفكير في ذلك الآن لأننا سنختلف علينا أن نتخلص من الامام أولاً.! بعد ذلك تخلص الجمهوريين من الزبيري وجماعته والحمدي أيضاً.
من المهم جدا أن نتكلم في هذا الآن حتى لا تتكرر مآسينا السابقة.
إن استعادة الجنوب لاشك أولوية لكل جنوبي حر وهذا لا خلاف عليه، لكن بعد استعادته كيف سنكون؟ وماهي الآلية التي سيحكم بها الجنوب؟ وهل تستوعب الجميع ام تسودها المحسوبية والمناطقية كما هو حاصل الآن؟
قرأت مقال للدكتور محمد عبدالملك المتوكل نشرته صحيفة الأيام في ٢٠٠٨م وكان يحذر فصائل الحراك من عواقب التسرع والانفعال في استعادة الجنوب دون التفكير لما بعد الإستعادة!.
وقد أورد فيه قول الزبيري الذي ذكرناه للعبرة فقط، لأن السياسة بحرها عميق وما تسمعه الآن من تودد واستجداء تحت شعار الجنوب قد ينقلب فيما بعد إلى عداوة وحرب وقتال كما حصل وشاهدنا وعشنا منذ ٦٧م وحتى ٩٠م بين رفاق السلاح وزملاء النضال! وكيف تحول بعضهم إلى خونة ومنحرفين وانتهازيين وطغمة وزمرة!! وكلها كذب وزيف! الحقيقة انه صراع على الكراسي وتغليب المناطقية والعنصرية فقط لاغير.
كي لا تتكرر أخطاء الماضي يجب البدء في نقاش كيفية وضع الجنوب بعد استعادته إذا تم ذلك.
يجب احتضان الجنوب بأطيافه ومكوناته واحزابه وإعطاء كل ذي حق حقه بعدالة ويكون ذلك ملزماً للجميع ويبدأ تنفيذه خلال فترة انتقالية محددة ويجب أن يكون ترسيخ قبول الآخر عقيدة سياسية جنوبية وعلى الجميع الإلتزام بها.
نتمنى على بعض الابواق الناعقة التي تطالب بوظيفة أو تعيين في منصب وتدعي انها مهمشة ان تلتفت إلى ماهو أهم وهو بحث كيفية وضعنا بعد استعادة الجنوب، لأن من سنن التاريخ وشواهده أن من تراهم أمامك في الساحة لن يكون لهم موقع في المستقبل إلا من اعتقد عقيدة قبول الآخر كيفما كان.
وسلامتكم
عبدالله سعيد القروة
١٧ أبريل ٢٠٢٤م