روي عن الإمام علي بن أبي طالب: الناس صنفان إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق..
كثير لا يعلم مناسبة هذه الكلمة..
إنها كانت رسالة الإمام علي لمالك الأشتر حين توليه مسئولية مصر، أي كانت موجهة للأقباط المسيحيين وقتها، ونص الرسالة كما يلي:
" أشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم"..انتهى
الكلمة قضت عمليا على تفسير المتطرفين لقوله تعالى.."إنما المؤمنون أخوة".. وقولهم بعدم جواز الأخوة إلا للمسلم، يعني داعش طالما مؤمنة تبقى أختك، أما لو مجدي يعقوب طالما "كافر"يبقى عدوك..!!
جاءت هذه الرواية لتنسف تفسيرهم العدواني ذلك ، فاعتبار التناظر في الخلق يعني إسقاط كل قيم هذا التناظر الإنساني على الأخوة في الدين، بالتالي أصبح حق المسلم زي حق غير المسلم بالضبط..الجميع سواء..ومجمل الرواية يقول بعدم التفرقة بين الناس على أساس الدين أو العرق والنسب..وأن الاعتبار الأول فقط لآدميتهم..
راح الإمام علي وجاءت الدولة الأموية بفرض الجزية واستعباد الأقباط وتكفيرهم، ثم ثورات البشموريين واضطهاد المصريين حتى تمكن رجال الدين وانقلب الحال من سعة الدين إلى ضيق المذهب..
وما يدفعه المسلمون والعالم الآن من ثمن الإرهاب هو نتيجة تمدد المذهب الأموي في التفسير، الذي أحياه بعد ذلك ابن تيمية وابن عبدالوهاب وسيد قطب وأخيرا الإخوان والسلفية حتى ورثته داعش وكافة الجماعات الإرهابية..
ملحوظة: هذه الكلمة لإقرارها حقوق الإنسان فهي غير معترف بها عند السلفيين والجماعات، فهم يحكمون عليها بالوضع دون اعتبار لقيمتها وأنها في ذاتها كما يقول العقلاء.."الحكمة تشهد لنفسها"..
*- سامح عسكر – باحث مصري