يمكن أن نقرأ عودة رئيس المجلس الإنتقالي في هذا التوقيت الفارق بمستويين :
العودة إلى حواضنه لشد اللحمة الداخلية دفاعاً عن مشروعه السياسي.
المستوى الثاني تهيئة الأجواء لتمرير صفقة بكين ، وقبول ما يعد للقضية الجنوبية في غرف التوافقات المغلقة.
كلمة الزبيدي بمناسبة رمضان فيها إشارات موحية بدلالتها إلى المستوى الأول ، بمخاطبة القوات المسلحة الجنوبية ،وبالتأكيد أن عدن عاصمة أبدية ، وإلى أنه سيظل هنا -أي أنه لن يغادر عدن - ومع الشعب حتى تحقيق الأهداف التي كُلف بها ، في إشارة لفك الإرتباط وإستعادة دولة ماقبل عام ٩٠، وهو على الضد من تمسك رئيس المجلس الرئاسي ومجلس التعاون الخليجي ، بالمرجعيات الثلاث ووحدة الأراضي اليمنية كأساس للحل .
في مثل هكذا حقول ألغام وخلط أوراق وإنعطافات سياسية إقليمية حادة ، وشكوك في تراجع موقف الإمارات تجاه الجنوب ، بعد عدم إعتراضها أو حتى تحفظها على بيانات مجلس التعاون المتتالية حيال الوحدة اليمنية ، علينا أن ننتظر قليلاً لرصد المؤشرات لمعرفة أياً من المستويين سيسلكهما الإنتقالي، تسويق صفقة بكين تحت وقع الضغط والواقعية السياسية ،أم التصعيد والمواجهة، ولكل منهما ثمن.
خالد سلمان
.