للوهلة الأولى لرؤية خارطة شبوة عاصمة مملكة حضرموت القديمة يترأى لك إنها خارطة مدينة شبام القديمة القائمة حالياً على الرغم من الاختلافات البسيطة إلا أن أوجه الشبه فيما بين المدينتين كثيراً فكما أن شبوة عاصمة حضرموت فشبام هي الأخرى أضحت عاصمة للحضارم عقب إحتلال العاصمة المركزية الملكية وأحراقها والغزو الحميري لحضرموت وصولاً إلى شبام وتوقف الجيش تحت أسوارها وحصارها ١٣ يوماً بعد أن أحتمى الحضارم بها حتى أستسلمت وهو ما تذكره النقوش القديمة ( مجموعة أرياني) ، وكما تقع شبوة بين مجموعة أدوية أو ملتقى لها وهي محصنة بسور ومحاطة بزروع من مختلف الأصناف تتغدى على مياه بقنوات ري تنقل من أعلى العاصمة من منشآت تخزن المياه من حجارة ترتفع وبها فتحات للمياه تعرف بالهويس و( مغاليق) تستخدم عند الحاجة تقع أيضاً المدينة العاصمة بين مجرى السيول ومحاطة بها تلك الأرض الزراعية المروية سيلياً موسمياً فأن شبام حضرموت تستقبل مياه السيول الغزيرة من المرتفعات وتقع في أضيق نقطة لممر السيول بوادي حضرموت وعلى بعد من شبام غرباً تقوم المنشأه السيلية لتوزيع المياه عبر قناة واسعة طويلة ( ساقية ) تجلب المياه ( طبيعياً وفق مسار محدد منذ القدم ) يعرف بالموزع لري الأرض والنخيل والزراعة المحيطة بالمدينة وتحت أسوارها وتمتد الجروب المسوّمة تغذى بقنوات متفاوته الاتساع والعمق والأطول بمساحة أرض حول شبام بأكثر من ٥٠٠ هكتار، أما مباني العاصمة القديمة شبوة فهي تتعدد من حيث الارتفاعات والطوابق كما تفيد نتائج أعمال البعثات الفرنسية وآخرها ثمانينات القرن الماضي وكذا وجود القصر الملكي والمباني التابعة للسلطات الحضرمية القديمة يمين الدخول عقب بوابة شبوة المحصنة فأن شبام حضرموت تقع والى اليوم قصور الحكم القديمة والتي شهدت تعميراً وبناءاً وارتفاع علوها في فترات زمنية مع تعاقب حكم الدويلات والدول وقائمة إلى اللحظة على يمين دخولك البوابة الرئيسية ( السدة) التي شهدت هي الأخرى تغييرات طفيفة في مظهرها الخارجي وعلى يمينها والسور الشرقي مقامه الحصون والقصور والمنشآت العامة .. إن أوجه الشبه مع الاختلافات البسيطة كبيرة وكثيرة إلى حد ما ، الا أن الفارق بين شبوة العاصمة وشبام العاصمة الثانية في أن الأولى لم يعد يرى سوى أبنية منهارة وأكواماً متباعدة وأطلال وأبراج حماية متهالكة والسور أيضاً وشبكات الري المطمورة وكشفت على مراحل بالحفريات والتنقيب واستطاع الآثاريين من أوروبا سيما الفرنسيين وآثاريين من أبناء الجنوب آنذاك بكشف النقاب عن شبوة العاصمة القديمة ورسمها طبوغرافياً وتحديد معالمها وتفكيك نقوشها وتتبع تاريخها لإنتاج مشهد كامل عنها ، فيما شبام حضرموت قائمة إلى اليوم محاطة بسورها ومنشاءاتها العامة وشبكات الري الزراعية والحياة العامة والأنشطة السكانية المتعدد وإن كانت أقل مما كان عليه قبل عقود من الزمن وكما أن شبوة المدينة تعرضت للإختفاء وطمرت جراء أفعال الإنسان كالحروب والغزوات أو جراء السيول فشبام هي كذلك إلا أنها سريعاً ماتستعيد ذاتها وعلى مر القرون منذ ماقبل الميلاد والى اليوم فهي أثراً أنسانياً حياً وشاهد على حضاره حضرموت المملكة القديمة .
- مرفقة خارطة شبوة المدينة عاصمة حضرموت القديمة
- خارطة موقع شبوة بين مجاري السيول - الوديان- باللون الاصفر - محاطة بشبكات الري والأراضي المزروعة بالسيول (الخارطتين من وضع البعثة الفرنسية للتنقيب الأثري في شبوة القديمة)
#علوي بن سميط