فى هذه الايام المباركات من شهر ذى الحجة نجد كثيرا من الناس يهرع الى الصوم فى حين انهم يتناسون الصدقة وعظيم اجرها، ومعلوم انه فى الحديث النبوى:مامن ايام العمل الصالح فيها احب الى الله من العشر من ذى الحجة، وهنا اطلق النبى صوات ربى وسلامه عليه العمل الصالح؛ وذلك لان اولوية العمل الصالح تختلف من شخص الى آخر، فبالنسبة للغنى الذى لم يحج افضل عمل بالنسبة له اداء تلك الفريضة،وبالنسبة لمساعدة الاخرين الواجبة على القادرين فافضل عمل هو اداء نسك الاضحية، وبالنسبة للمتخاصمين فالمسارعة الى الصلح تعتبر من افضل الاعمال بالنسبة لهم، وكذلك لقاطعى الرحم فالعمل الصالح هو وصلها وهكذا باختلاف الاحوال تختلف الاولويات
فاذا أراد المتقرب الى الله ان يعلم اى ذلك اولى، الصيام او الصدقة فلاشك ان الصدقة ثوابها اعظم، وذلك لامور منها
=انه حتى بالنسبة للفريضة جعل الله المقابل لها الاطعام فقال {....وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٤ البقرة}
=وفى اربع مواضع من الذكر الحكيم يقول سبحانه{ فَمَن لَّمۡ يَجِدۡ فَصِيَامُ } (1)البقرة 196 (2)النساء92 (3)المائدة 89 (4)المجادلة 4) فدل على على ان التقرب الى الله تعالى بالعطاء افضل من الصوم، ثم ان الانسان لايندم حال وفاته الا على تقصيره فى الصدقة وبادائها يكون قد اقتحم العقبة
*- الشيخ طارق نصر ..كبير الباحثين في الازهر