يزعم المحدثون ان الله تعالى ينزل فى كل ليلة اذا بقى الثلث الاخير من الليل، فيقول: هل من تائب فاتوب عليه هل من مستغفر فاغفر له، الى ان يطلع الفجر، وزعموا ان الله ينزل فى يوم عرفة ليضاهى بعباده الحجاج ملائكته، ولو عرف هؤلاء المحدثون من هو الله لما سطروا فى كتبهم تلك المزاعم، فاذا ساءلتهم : ينزل من اين والى اين؟ لقالوا ينزل من السماء الى الارض، وهل خلت الارض منه لحظة؛ حتى ينزل اليها فى لحظة اخرى، وهو بكل شيء محيط{وَهُوَ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَآءِ إِلَٰهٞ وَفِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَٰهٞۚ وَهُوَ ٱلۡحَكِيمُ ٱلۡعَلِيمُ ٨٤ الزخرف}{ ....وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ ٤ الحديد} وقد سئل الامام على: اين الله؟قال: كان ولامكان وهو على ماكان قبل ان يخلق المكان، ويقول العلماء: من قال ان الله فى شيء او على شيء او من شيء فقد جهل؛ لانه ان كان فى شيء كان محصورا وان كان على شيء كان محمولا وان كان من شيء كان محتاجا
ثم انك ان ساءلتهم: كيف ينزل فى الثلث الاخير وقد ثبت بما لايدع مجالا للشك ان كل لحظة من اللحظات فوق سطح الارض تشتمل على الثلث الاخير، وذلك حيث تبين للعلماء ان الارض كروية لاتكاد شمسها تغرب فى بقعة حتى تشرق فى اخرى، ثم كيف يصعد قبل الفجر ويذر الذين قاموا لذكره وشكره وحسن عبادته؟؟
ثم انهم اضافوا لذلك النزول نزولا جديدا فى يوم عرفة، وان لم يتفقوا على التوقيت؛ ربما لادراكهم مؤخرا ان ثمة فروق فى التوقيت، ومن تصوراتهم الساذجة ان الله يكون امام المصلى ولذلك اذا مررت من امام احدهم وهو يصلى فانه لايكتفى بان يمنعك وانما شرعوا له ان يضرب فى نحرك فان قتلت بسبب تلك الضربة فلادية لك!! وكل هذا الذى ذكرناه انما هو من تصورات المجسمة الذين تأثروا بعقائد اليهود، اما عقيدتنا معشر المسلمين فهى قوله تعالى{....لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ ١١ الشورى}
*- الشيخ طارق نصر كبير الباحثين في الأزهر تخصص تفسير