تحاول مليشيات الإخوان خداع الرأي العام المحلي والعالمي بأن نفوذها الذي اقتربت من خسارته في مأرب من الممكن تعويضه في الجنوب، وتعمل يوما تلو الآخر على الزج بعناصرها الإرهابية إلى جبهات الجنوب، تحديدا في محافظتي أبين وشبوة إلى جانب تواجدها في وادي حضرموت قاصدة تخريب الشق العسكري من اتفاق الرياض ومن ثم الانقضاض على المكاسب التي تحققت بفعل التوقيع على الاتفاق وتنفيذ الجزء الأكبر من بنوده.
تهدف جرائم الإخوان لتحميل الجنوب ثمن خسارتها جبهة مأرب وتصور الأمر على أن الجنوب هو الأكثر أمانا إليها، وذلك لتحقيق أهداف إقليمية معادية.
أسست العلاقة بين الحوثي والإخوان على أساس تقسيم الجبهات ليكون الشمال بيد العناصر المدعومة من إيران فيما يؤول الجنوب إلى مليشيات الإخوان المدعومة من قطر وتركيا، غير أن ذلك لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع بسبب جملة من الأسباب نفندها من خلال هذا المقال.
أولا: هناك قوة عسكرية لا يمكن الاستهانة بها في الجنوب تمثلها القوات المسلحة الجنوبية والتي استطاعت من قبل أن تحقق انتصارات عديدة على مليشيات الإخوان في المعارك التي خاضتها ضدها منذ أغسطس من عام 2019، إلى جانب أنها تحافظ على صمودها في جبهات شمال الضالع وكرش والساحل الغربي بعد أن فشلت جميع محاولات الحوثيين لاختراق الجبهة والتمدد جنوبا.
ثانيا: هناك قوة سياسية أيضا موجودة على الأرض في الجنوب ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لديه ذراع طويلة في الخارج استطاعت أن تقنع المجتمع الدولي بحق الجنوب في مشاورات السلام الشامل، إلى جانب أنه لديه شرعية شعبية وسياسية باعتباره ممثلا عن القضية الجنوبية أمام المحافل الدولية وكذلك بفعل مشاركة المجلس كطرف أساسي ضمن حكومة المناصفة التي تشكلت بعد مشاركة الانتقالي في اتفاق الرياض.
ثالثا: إلى جانب قوة شعبية ترفض الاحتلال اليمني وتكافح من أجل التخلص منه، الأمر الذي يجعل أي وجود عسكري في الجنوب ليس خاضعا لحاضنة شعبية تؤمّن وجوده لفترات طويلة، بمعنى أن مليشيات الإخوان التي اتخذت من مأرب معقلا لها من المستحيل أن تكرر الأمر في الجنوب ولن تتمكن من تحقيق هدفها السياسي الذي يتمثل في تقسيم البقاع الجغرافية بينها وبين العناصر المدعومة من إيران.
رابعا: هناك قضية جنوبية عادلة تسير بخطى ثابتة على المستويين الداخلي والخارجي، وبالتالي فإن أبناء الجنوب لن يسمحوا مجددا بالانقضاض على قضيتهم أو محاولة وأدها بممارسات احتلالية قديمة جرى عليها الزمن ولم تعد صالحة للتطبيق مجددا.
*- رأي المشهد العربي