أرادت قطر عبر الجزيرة مهاجمة الإمارات والجنوب والانتقالي، فاستقدمت أحمد الميسري في برنامج "بلا حدود"، وبالرغم من أنني لست من أنصار الانتقالي، إلا أنني خرجت من المقابلة بالنقاط التالية:
- لدى قطر والجزيرة مشكلة عويصة مع الإمارات والجنوب، ونحن في الجنوب يجب أن نتوقف عن مجرد التخيل بأن قطر يمكن في يوم من الأيام أن تكون في صف الجنوب بأي شكل من الأشكال.
- الميسري فشل عسكرياً وانهزم في الحرب على الأرض وهو وزير داخلية، كما فشل سياسياً ولم يتمكن من فعل أي شيء بصفته نائب رئيس الحكومة.
- أثبت لنا الميسري في المقابلة أنه غير مرغوب من الجميع بما في ذلك السعودية والسلطة الشرعية نفسها، ولهذا هو خارج هذه السلطة الآن.
- الميسري أوصل لنا معلومة أنه يريد أن يلعب بأي كرت يبقيه في الواجهة، فإذا لم يفلح كرت الوزارة سيستخدم كرت حزب المؤتمر، وإذا لم يفلح كرت حزب المؤتمر سيعود لاستخدام كرت الجنوب وسيؤسس منصة جنوبية، ولهذا فالثابت هو الجاه والسلطة، أما مشروع اليمن أو مشروع الجنوب فهو مجرد جسر عبور فقط.
- أثبت الميسري أن الانتقالي رقم كبير في المعادلة، وسواء كانت الجزيرة والميسري يريدان ذلك أم لا، فإن ما وصلني هو أن الانتقالي رقم كبير، فالأطراف الأخرى المعادية له غير قادرة على تمرير أي شيء لا يريده الانتقالي بما في ذلك اتفاق الرياض.
- قال الميسري إن السعودية كبيرة وقادرة على فعل أي شيء تريده، لكنه قال أيضاً تلميحاً أو تصريحاً إنها غير قادرة على تنفيذ اتفاق الرياض، وهذا يعني أن الانتقالي (كبير) لدرجة أن السعودية (الكبيرة جداً) غير قادرة على تنفيذ اتفاقها.
- أكد الميسري أن الانتقالي لديه أجهزة أمنية وعسكرية أكبر من أجهزة الدولة، وأنه هو نفسه لم يستطع إنهاء هذه الأجهزة وصهرها تحت سلطته.
- رغم أن الميسري قال إن الانتقالي محصور في عدن، إلا أنه أوصل لنا معلومة أخرى مناقضة وهي أن كل شيء في المناطق المحررة لا يسير كما يجب، وذلك بسبب الانتقالي رغم أنه صغير ومحصور في عدن حسب وصفه.
- انتقد الميسري الانشغال في الجنوب بالصراعات السياسية والعسكرية وعدم التفرغ للحوثي، لكنه أكد في نفس الوقت أنه يريد تشكيل #منصة_جنوبية_جديدة للانضمام للصراع السياسي، كما دعا إلى إخراج الانتقالي عسكرياً من عدن واجتياحها، في تناقض غريب وعجيب مع كلامه السابق.
- نفى مهاجمته لرئيس الوزراء معين عبد الملك، ثم نقض نفسه وقال إنه اتهمه فقط بأنه يتبع السفير السعودي، ثم قال إنه يتبع كل الأطراف، لدرجة أن المذيع نفسه ضحك من هذا التناقض.
- تهرب من الحديث عن المهرة لأنه يعلم تماماً أن هذا لن يناسب المستضيف له (سلطنة عمان) ولن يناسب (السعودية) المستضيفة للسلطة التي يطمح للعودة لها، وبهذا نفى عن نفسه أن يكون شخصاً حراً كما يحاول إيهامنا.
- أثبت أن كل تصريحاته السابقة عن الحد والحديد، والعودة القريبة إلى عدن مجرد فقاعات، وهذا يعني أن التصريحات الجديدة لا تختلف كثيراً عن سابقاتها، فضلاً عن الطريقة التي ظهر بها في المقابلة وهو يصرخ بصوت حاد ومزعج لا يعطي انطباع بالاتزان والرصانة والثقة.
لهذا كله، أعتقد أن الجزيرة أرادت شيئاً ووصلت إلى شيء آخر معاكس تماماً وانقلب السحر على الساحر.
أنيس البارق