فتح البيان الصادر عن المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن مواجهة تردي الأوضاع المعيشية في الجنوب، الباب للحديث عما يمكن أن تُقدِم القيادة السياسية على اتخاذه في المرحلة المقبلة في سبيل العمل على تحصين الجنوب من هذا الاستهداف الخبيث.
الناطق باسم المجلس الانتقالي علي الكثيري تحدّث عن الوضع المأساوي في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، جراء الأزمات المعيشية المتفاقمة وانهيار العملة وغياب الخدمات الضرورية، وحرمان قطاعات واسعة من المرتبات.
الكثيري أكّد أنّ المجلس ينتظر من حكومة المناصفة موقفًا واضحًا، ملوحًا بأنّ هناك "خيارات مفتوحة" قد يتم الاستناد إليها في المرحلة المقبلة.
تساؤلاتٌ كثيرة أثيرت حول ما يمكن أن يُقدِم المجلس الانتقالي على اتخاذه من إجراءات تُوقِف سيل الأزمات المعيشية التي تحاصر الجنوب على صعيد واسع، ومدى إمكانية اللجوء إلى هذه الخطوات على الأرض، ومدى فاعليتها حال الارتكان إليها وعليها.
صحيح أنّ المجلس الانتقالي لا يُحبذ اتخاذ إجراءات أحادية ويسعى دائمًا لأن تكون الكلمة العليا قائمة على التوافق منعًا لإحداث أي تعقيدات سواء حالية أو مستقبلية وقد تجلّى ذلك في مشاركاته الدؤوبة في كافة المناقشات التي أفضت في الأخير إلى مسار اتفاق الرياض، لكن غاية القيادة الجنوبية تظل المحافظة على الاستقرار المعيشي والمجتمعي لمواطنيها بشكل كامل.
المجلس الانتقالي قد يدفع في المرحلة المقبلة إلى ضرورة إزاحة العناصر المتورطة في صناعة الأعباء المعيشية أمام الجنوبيين، والحديث هنا بكل وضوح عن حزب الإصلاح الإخواني المهيمن على معسكر الشرعية، والذي يخصص وقته وأجندته للعمل على صناعة الأزمات وإحداث حالة واسعة من تردي الخدمات، وفي الوقت نفسه فهو لا يتوقّف عن نهب ثروات الجنوب والسطو عليها.
إزاحة المحافظين الموالين "للإخوان" بالإضافة إلى مسؤولي الإخوان في المؤسسات قد يُشكل خطوة أولى على مسار تحقيق الاستقرار المعيشي، وهذه العناصر معروفٌ حجم عدائها للجنوب وشعبه، لا سيّما أنّ هؤلاء أشبه بالسرطان الذي ينخر في عظام الجنوب بشكل كامل، بمعنى أنّهم يمرّرون سياساتهم الخبيثة إلى كافة العاملين تحت إمرتهم، وبالتالي تتفاقم الأعباء في كافة القطاعات.
وعلى وجه التحديد، فإنّ الجنوب في حاجة للخلاص من المدعو محمد صالح بن عديو "شبوة"،، والمدعو أحمد عبد الله تركي "لحج"، وليس هذا وحسب بل يتوجّب العمل على إزاحة كافة العناصر التي تتولى مواقع إدارية مهمة وتخصّص وقتها لصناعة هذه الأزمات على الجنوبيين.
وإذا لم تنجح جهود "الانتقالي" في إزاحة هذه العناصر التي تبث سمومها، فإنّ الخطوة التالية التي قد يُقدِم عليها المجلس تتمثّل في إعلان الإدارة الذاتية، وهي خطوة إذا ما تمّ الإقدام عليها من جديد لا يمكن أن تُلام القيادة الجنوبية عليها بأي حالٍ من الأحوال، وذلك بعدما أفسحت المجال طوال الفترة الماضية على تحقيق الاستقرار على كافة الأصعدة عبر إجراءات توافقية، لكن أجندة إخوان الشرعية الخبيثة كانت حاضرة لتُجهِض أي مساعٍ نحو تحقيق الاستقرار.
رأي المشهد العربي