لم تكد تمر بضعة أيام على موجة التفاؤل التي سادت حول فرص نجاح اتفاق الرياض بعد الإعلان عن تشكيل حكومة المناصفة، حتى عادت المليشيات الإخوانية الإرهابية إلى "شرورها" غير المستغربة.
مليشيا الإخوان التي تملك نفوذًا عسكريًّا كبيرًا في نظام الشرعية، عاودت تحركاتها الخبيثة ضد الجنوب، بما يؤشّر إلى مرحلة جديدة من العداء، تقوم على العدوان العسكري، تكرارًا لما جرى على مدار أكثر من عام، عندما شنّت هذه المليشيات حربها على الجنوب في أغسطس 2019.
العدوان الإخواني ضد الجنوب أو بالأحرى التجهيز له أمرٌ كان متوقعًا بشدة، لا سيّما أنّ معركة مليشيا حزب الإصلاح ليست موجهة ضد الحوثيين واسترداد أراضيها من قبضة المليشيات الموالية لإيران، لكنّ بوصلة هذا الفصيل الإخواني تتجه نحو الجنوب من أجل احتلال أراضيه ومنع شعبه من استعادة دولته.
العداء الإخواني الموجّه للجنوب والذي من المتوقع أن يتفاقم أكثر في المرحلة المقبلة قد يكون الرصاصة الأخيرة التي تُضيع فرص نجاح اتفاق الرياض، وبالتالي فالكرة الآن ليست في ملعب الجنوب لكن هناك حاجة ماسة للضغط على المليشيات الإخوانية لإجبارها بأي شكل على وقف استهداف الجنوب.
ومن المؤكّد أنّ التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية وهي راعية الاتفاق، يعي ضرورة تحقيق استقرار سياسي وعسكري يضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، لكن الأمر لن يكون سهلًا على الإطلاق.
ما يُصعّب من المهمة هو أنّ حزب الإصلاح يسيطر بشكل كبير على الجناح العسكري لنظام الشرعية الذي يسميه "الجيش الوطني"، لكنّه في واقع الحال عبارة عن مكون يضم العديد من العناصر الإرهابية، وهو ما لوّث صورة وسمعة النظام الذي يرأسه "المؤقت" عبد ربه منصور هادي.
شرور "إخوان هادي" التي تنذر بنسف آمال إنجاح اتفاق الرياض لن يقف الجنوب مكتوف الأيدي إزاءها، لكن القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي تظل مفوضة من شعبها باتخاذ كافة الإجراءات والخطوات التي تضمن للجنوب حفظ أمنه واستقراره بشكل كامل.
*- رأي المشهد العربي