مع بدء تنفيذ اتفاق الرياض "الشق العسكري"، ومع بدء التفاؤل بتشكيل الحكومة الجديدة، وجد الإخوان أن الأمور قد تذهب في اتجاه لا يصب في صالحهم، وأن المعركة قد تتجه نحو الحسم وتحرير ما باعوه للحوثي، وتاجروا به طيلة السنوات الماضية، فبدأوا ينعقون بشعارات سرقوها من أفواه الناس التي أذاقوها الويل والجوع بسبب سيطرتهم على الشرعية مثل "ثورة الجياع".
خرج الناس في تعز يهتفون من أجل الخبز، فاستغل الإخوان هذه الفرصة، وبدأوا بالاندساس وسرقة شعور الناس ووجعهم وتحويله إلى أصوات تهاجم التحالف وتهاجم من يقفون ضد الإخوان، حتى إن الناس استغربت من بجاحة هؤلاء الذين يبحثون عن الخبز وهم من يمنعونه عنهم.
كيف للإخوان في تعز أن يخرجوا مع الناس في "ثورة الجياع" وهم أنفسهم من يسرقون الخبز ومن يتاجرون بمعاناة الشعب، وذلك بسيطرتهم على الشرعية والموارد والايرادات بالاشتراك مع جماعة الحوثي، أبعد هذا التبجح والسقوط شيء يمكن أن يقال في هؤلاء اللصوص..!!
وجدوا أنفسهم أمام موقف لن يستطيعوا بعده السيطرة الكاملة على الشرعية والاستمرار بتحويلها دكاناً ومسلخاً لبيع لحوم الناس والمتاجرة بحياتهم، فبدأوا بافتعال قضايا تلهي الناس وتغرر بها وتبعدها عن التفكير في مرحلة ما بعد تنفيذ اتفاق الرياض، تارة استغلال ثورة الجياع، وتارة أخرى بتسويق شعارات الذهاب إلى الساحل الغربي... لا نعرف لماذا؟؟
فشلوا في اقتحام عدن، وفشلوا في تركيع الجنوب لإرادتهم، بعد أن نجحوا في تسليم جبهات الشمال للحوثي، يبحثون الآن عن طريق إلى الساحل الغربي، يريدون إفشال اتفاق الرياض، وإن عجزوا على الأقل يعيقون تنفيذه، وأن عجزوا في ذلك فعلى الأقل يخلقون قضايا تُبعد الناس وتحوّل جهود التحالف بعيداً عن معركة حقيقية ضد جماعة الحوثي.
اختطفوا أحد قيادات المقاومة الوطنية، وهو في طريقه من تعز إلى الساحل الغربي، وقبل ذلك قتلوا عدنان الحمادي، ثم سيطروا على التربة والحجرية، وأحكموا قبضتهم، ليس لتحصين المنطقة من أي هجوم حوثي، بل للاستعداد للذهاب لغزو الساحل الغربي، وإيقاف استعدادات القوات المشتركة هناك لاستكمال تحرير الحديدة.
الإخوان لا يمكن أن يهدأ لهم بال بعد تنفيذ اتفاق الرياض، ولا يمكن أن يوافقوا على أن تتجه فوهة البندقية نحو الحوثي، لأنهم يدركون تماماً أن المعركة ضده هي ضدهم، وأن بقاء الحوثي مرهون ببقائهم، لذلك سوف يعملون بشكل دؤوب على خلق معارك وجبهات بعيدة عن صنعاء، وهذه المرة يريدون الإغارة على الساحل الغربي.
خزائن الإخوان من القضايا المفصلة كثيرة، ولن تتوقف ما دام الأمر يذهب بالمعركة بعيداً عن الإنجاز والوصول إلى الوضع السوي الذي لن تكون صنعاء بيد الإرهاب الحوثي والشرعية بيد الإرهاب الإخواني، وإن لم ندرك خطيئة هذا الأمر الذي يتقن الإخوان لعبه واستغلال قضايا الناس الحياتية، فلن تتوقف المعاناة ولن تتوقف مساوئ الإرهاب والانفلات والنهب والسلب.
*- محمد عبدالرحمن