لقد تبين لنا من خلال متابعتنا للمشهد العام في حرب اليمن ان سير الاحداث في الجنوب العربي والشمال اليمني لا يحلها الا حوار البندقية التي نسمعه اليوم في كل جبهات القتال بين الجنوب العربي والشمال اليمني،
فهو الحوار البديل والانسب عن تشكيل حكومة المناصفه المزعومة جنوب شمال، وهو الطريق الامثل والفاصلة في حل القضية الجنوبية كما يبدوا،
بسبب ان مسار المفاوضات السابق بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية المحتله في الرياض كان حوار مضيعة للوقت من قبل شرعية اليمني خلال العام الاخير بالكامل،
كان هناك خلط للاوراق وتقديم مصالح الدول المشرفة على المفاوضات عن الحقوق الثابته والاساسية لاصحاب الحق وعن الحل العادل للمشكلة بين الجنوب العربي والشمال اليمني،
مما ادى هذا الى عدم الوصول الى نتيجة مرضية او حل عادل بين الطرفين الجنوب والشمال اليمني، وادى الى استمرار الحرب من قبل قوات الاحتلال اليمني ضد القوات الجنوبية داخل ارضنا دون اي سبب يذكر، غير ان الاحتلال اليمني الشمالي لا يريد الخروج من ارض المحتله
لم تتشخص القضايا في مفاوضات الرياض بين الجنوب العربي والشمال اليمني بالشكل الواضح والصريح من قبل دول التحالف المشرفة عن الحوار الغير مباشر في الرياض، تحديدا القضية الجنوبية،
هناك تهميش للقضية الجنوبية التي هي اساس الحرب واساس السلام والامن والاستقرار في البلاد والجزيرة ومضيق باب المندب، لولا القضية الجنوبية لكانت انتهت الحرب قبل سنوات كان قد حسمها الحوثيين بطرقتهم الخاصه لصالحهم وانتهت المعركة لصالحه من زمن بعيد،
لقد اصبح اهتمام المفاوضات بقضايا ثنائية بين الشرعية والحوثيين الذين لا مشكلة بينهم اصلا ولا حرب حقيقية بينهم، فهم في وطن واحد وشعب واحد ممكن يتفقوا حول خلاف تقاسم السلطة في اي وقت،وهذا ما اكدت عليه قيادات حزب الاصلاح الحاكم اكثر من مرة،
فهذه الطريقة في التفاوض بين الجنوب والشمال اليمني في الرياض لم تصل بنا جميعا الى نتيجة مرضية ولا الى سلام عادل اطلاقا مهما استمرت بهذه الشكل ، ولم تحل اي قضية لا في الجنوب العربي ولا في الشمال اليمني ابدا،
دول التحالف العربي والمجتمع الدولي يبحثون في حوار الرياض عن مصالحهم اولا، على حساب الحق، وختاروا تهميش او تأخير القضية الجنوبية واستمرار الحرب ومعانات الناس في الجنوب العربي والشمال اليمني لاغراض تخدم توجهاتهم هم فقط،
لا شك ان الحوثيين تنظيم يتبع توجهات اقليمية نختلف معها جميعنا في الجزيرة والاقليم والعالم، لكن لا يعني هذا اننا نعتبر مشكلتهم في الصراع عن السلطة مع شرعية اليمنية المحتلة في الرياض اهم من حل قضية احتلال الجنوبية التي يتعلق بها حرية شعب واستقرار وطن واسقرار باب المندب باكمله،
الجنوب العربي دولة محتله تقاتل من اجل التحرير واستقلال منذ 1994م، هذا الظلم يجب ان ينتهي باسرع ما امكن، اضافه الى اننا نلعب دور في استقراقر التوازن الاقليمي بحكم موقعنا الجغرافي المطل على باب المندب،
اليوم فشلت كل المفاوضات والحلول السياسية الملتوية والمبطنة والغير واضحة بين الجنوب والشمال اليمني في الرياض، وارتفع حوار البندقية عن الحوار السياسي الغير مباشر،
فهذا الحوار الغير مباشر والغير الصريح والواضح هو السبب في عدم حل النزاع بين الجنوب العربي والشمال اليمني، فانتصارات القوات الجنوبية في كل الجباهات يجب ان تحسم المسئلة بين الشعبين ان شاء الله، بعد ان فشل الحل السياسي في الرياض،
فهل ستستمر الحرب حتى دحر القوات الشمالية اليمنية عن الجنوب بالكامل ويتم خلاها اعلان كيان سياسي جنوبي من طرف واحد، ام اننا سنعود الى دوامة المفاوضات المبهمه والغير واضحية في الرياض التي لم تأتي لنا بنتيجه خلال عام كامل، هذا ما ينتظر معرفته الشعب في الجنوب بفارق الصبر،
اما رسالتي الى كل الجنوبيين الاحرار ان اربطوا الاحزمة واستعدوا للمشاركة في الدفاع عن وطنكم وتحريره بكل ما لديكم من قوة، نظام الاحتلال الشمالي اليمني لم يعترف بحقكم في تحرير وطنذم ، رغم اننا نحن من دخل الوحدة بدولة مستقلة كاملت السيادة قبل 27 عام والعالم كله يعلم هذا جيدا ، ويعتبركم تابعين له، فالدفاع عن الحق هو اول مراتب الجهاد في سبيل الله، والدفاع عن الاوطان والاستشهاد من اجلها هو اول مراتب الجنة لمن ارادها، فأننا سائرون نحو التحرير والاستقلال مهما كانت الصعاب والمؤامرات، بالله التوفيق النصر للجنوب بعون الله،
طه المالكي .