لا يمكن أن ندعي حبنا وإخلاصنا للجنوب ، ونحن ندعوا إلى تشتيت شمل أبنائه ، وتمزيق وحدتهم السياسية والإجتماعية وتفتيتها ، في حين أن ليس لدينا في هذه المرحلة ، إلا هدف سياسي استراتيجي واحد ، وهذا الهدف الاستراتيجي ، هو فك إرتباط الجنوب بالجمهورية العربية اليمنية . هذا الهدف الذي نحن متاكدون أننا متفقون عليه جميعا ، وغير مختلفون عليه ، ولكنا مختلفون على أداة تحقيقه ، كما نحن متأكدون أيضا ، أننا متفقون على وحدة الجنوب من باب المندب إلى المهرة ، ولكنا مختلفون أيضا على شكل هذه الوحدة ، كما أنا متأكدون أننا متفقون ، على بناء دولة الحرية والعدالة والمساواة ، والنظام والقانون ، والسلام والأمن والاستقرار ، والتقدم والرقي والرفاهية والرخاء ، ولكنا مختلفون على كيفية بنائها ، وعلى الأداة التي ستتولى إدارة هذه الدولة مستقبلا . ولا يمكن لنا أن نحل هذه الخلافات إلا إذا عزفنا القصيدة بلحنها ، وليس لها إلا لحن واحد هو : إستعادة الجنوب وبناء دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية فيه .