دائما ما تركز الدول العظمى، من أجل تحقيق مصالحها الاستراتيجية ، في أي دولة من دول العالم ، على الوضع الداخلي للدولة التي تريد أن تحقق مصالحها الاستراتيجية فيها ، فإن كان ذلك الوضع مناسبا لها ، وإلا هيئته بالوسائل الناعمة ، وإن لم تجدي الوسائل الناعمة لتهيئتة ، استخدمت الوسائل الصلبة كما هو الحال بالنسبة للعراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول . وتعمل تلك الدول العظمى على تهيئة الوضع المناسب لتحقيق مصالحها من خلال عاملين ، هما : الفساد والعصبية ، سواء كانت هذه العصبية سياسية أو دينية أو اجتماعية ( قبلية ) ، وهذان العاملان حتما ينتجان الفوضى ، التي تسمح لتلك الدول بتحقيق مصالحها بكل أريحية ، ومثل هذا الوضع نلاحظه موجود على مستوى الوطن العربي بشكل عام . وفي تقديري أنه لا يمكنا القضاء على الفساد وتلك العصبية ، إلا ببناء دولة الحرية والعدالة والمساواة ، والنظام والقانون والديمقراطية والشفافية ، وحرية التعبير عن الرأي والانتماء والاعتقاد .